في اللغة على العروضي (١) فيقول: "وكنت لازمته سنين أدخل عليه عند طلوع الشمس وأخرج لغروبها أسمع، وأقرأ، وأعلق، وأحفظ، وأبحث، وأذاكر أصحابه ما بين طرفي النهار، وقرأت عليه الكثير من الدواوين وكتب اللغة" (٢)، ويذكر تتلمذه في النحو على "أبي الحسن الضرير" (٣)، فيقول: "وقرأت عليه جوامع النحو والتصريف والمعاني، وعلقت عنه قريبا من مائة جزء في المسائل المشكلة، وسمعت منه أكثر مصنفاته في النحو والعروض والعلل.. " (٤)، كذلك تتلمذ على "أبي الحسن عمران بن موسى المغربي" (٥) يقول: "ولقد صحبته مدة مقامه عندنا حتى استنزفت غرر ما عنده.. " (٦).
ولقد تضلع الواحدي في علم اللغة والنحو ومما يشهد لذلك كتابه الذي بين أيدينا "البسيط" فلقد بسط فيه من المسائل النحوية ما عُدّ خروجاً عن منهج التفسير، من كثرة ما حواه الكتاب من المسائل النحوية، قال السيوطي وهو يتكلم عن طبقات المفسرين: "فالنحوي تراه ليس له هم إلا الإعراب وتكثير الأوجه المحتملة ونقل قواعد النحو ومسائله وفروعه وخلافياته كالزجاج والواحدي في "البسيط" وأبي حيان في "البحر" و"النهر" (٧).
قال القفطي: "وصنف التفسير الكبير وسماه "البسيط" وأكثر فيه من

(١) هو أبو الفضل أحمد بن محمد العروضي أحد شيوخ الواحدي، تأتي ترجمته.
(٢) مقدمة "البسيط" ص ٤١٩.
(٣) مقدمة "البسيط" ص ٤٢٠.
(٤) مقدمة "البسيط" ص ٤٢٠ - ٤٢١.
(٥) وأبو الحسن علي بن محمد الضرير أحد شيوخ الواحدي، تأتي ترجمته.
(٦) أحد شيوخ الواحدي، يأتي ذكره في شيوخه.
(٧) "الإتقان" ٢/ ٢٤٣.


الصفحة التالية
Icon