لا على التخفيف القياسي في مثل قولك: (الخب) (١) في (الخبء)، و (ضو) في (ضَوْء)، لأنه لو كان كذلك (٢) لما لزم أن يكون منها عوض؛ لأنها إذا حذفت على حد التخفيف كانت ملقاةً في اللفظ مبقاةً في النية، ومعاملةً معاملة المثبتة غير المحذوفة، يدلك على ذلك تركهم (الياء) مصححة في قولهم (جَيْأَل) (٣) إذا خففوا قالوا: جَيَل، ولو كانت محذوفة في التقدير كما أنها محذوفة في اللفظ للزم قلب (الياء) (ألفا) ولما كانت (الياء) في نية السكون (٤) لم تقلب.
ويدل عليه (٥) أيضًا تثبيتهم (٦) (للواو) في (نُوْي) إذا خفف (نُؤي) (٧)، ولولا نية الهمزة لقلبت (ياء) وأدغمت (٨) كما فعل في (مَرْمِيٍّ) وبابه (٩).
وفي تعويضهم من همزة (إلاه) ما يدل على أن حذفها ليس على حد

(١) في (ب)، (ج): (بالحاء) المهملة في الموضعين. و (الخبء) ما خبِّئ، سمي بالمصدر، انظر: "اللسان" (خبأ) ٢/ ١٠٨٥.
(٢) أي: على التخفيف القياسي، اختصر الواحدي كلام الفارسي، حيث افترض أن سائلا يسأل لماذا كان على هذا التقدير؟ ولم يكن على التخفيف، فأجاب عنه بما محصله ما ذكر. انظر: "الإغفال" ص ١١.
(٣) (الجَيْأَل) الضبع. انظر: "معجم مقاييس اللغة" (جيل) ١/ ٤٩٩.
(٤) أي على نية بقائها ساكنة كما كانت قبل التخفيف (جَيْأَل).
(٥) ترك بعض حجج الفارسي. انظر: "الإغفال" ص ١٢.
(٦) في "المخصص" (تبينهم) ١٧/ ١٣٨.
(٧) في (ج): (بدون همز).
(٨) في (ب): (أودعت).
(٩) في (ب): (ربابه) وباب مَرْمِي هو كل كلمة التقت فيها الواو والياء والأولى منهما ساكنة، تقلب فيها (الواو) (ياء) وتدغم في (الياء). انظر: "أوضح المسالك" ص ٣١٠.


الصفحة التالية
Icon