مكان العين، كما كانت العين ساكنة في (لاه) (١)، وترك آخر الاسم مفتوحًا كما تركوا آخر (أين) مفتوحًا (٢)، وإنما فعلوا ذلك به حيث غيروه لكثرته في كلامهم، فغيروا إعرابه كما غيروه (٣).
فالألف -على هذا القول- في الاسم منقلبة عن (الياء) لظهورها في موضع (اللام) المقلوبة إلى موضع (العين) وهي في (٤) القول الأول زائدة لفعال غير منقلبة عن شيء. واللفظتان على هذا مختلفتان، وان كان في كل واحدة منهما بعض حروف الأخرى (٥).
وحكى أبو بكر محمد بن السري (٦) أن أبا العباس محمد بن يزيد، اختار القول الثاني (٧) من القولين اللذين ذكرهما سيبويه.
وأما اشتقاق هذا الاسم من اللغة فذهبت طائفة منهم الخليل (٨)، وابن

(١) قوله (لاه) زيادة ليست في "الإغفال" ولا في "الكتاب".
(٢) مبنية على الفتح، انظر: "المسائل الحلبيات" ص ١٠٣.
(٣) انتهى كلام سيبويه، "الكتاب" ٣/ ٤٩٨، "الإغفال" ص ٢٦، "المخصص" ١٧/ ١٤٣، "المسائل الحلبيات" للفارسي ص١٠١، "المسائل البصريات" للفارسي ٢/ ٩٠٩.
(٤) في (ب): (من).
(٥) انظر بقية كلام أبي علي الفارسي في "الإغفال" ص ٢٦ وما بعدها.
(٦) في "الإغفال" (أبو بكر بن السراج) ص ٣٤، وفي "المخصص" (أبو بكر) ١٧/ ١٤٥. وابن السراج: هو أبو بكر محمد بن السري بن السراج النحوي.
(٧) في (ب): (الأول) ولم يرد لفظ (الأول) أو (الثاني) في "الإغفال" وإنما فيه (اختار في هذا الاسم أن يكون أصله لاها....) وهذا هو القول الثاني لسببويه. "الإغفال" ص ٣٤، "المخصص" ١٧/ ١٤٥، وقد أورد المبرد في "المقتضب" القول الأول لسيبويه ٤/ ٢٤٠، وانظر: "اشتقاق أسماء الله" للزجاجي ص ٢٥، "الخزانة" ٢/ ٢٦٦، ٢٦٧.
(٨) هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي، البصري، صاحب العربية والعروض (١٠٠ - ١٧٥ هـ). انظر ترجمته في: "معجم الأدباء" ٣/ ٣٠٠، "طبقات النحويين =


الصفحة التالية
Icon