يريد: الصنم، وهذا البيت حجة للقول الثاني (١) من قول سيبويه.
قالوا: وهو (٢) اسم حدث، ثم جرى صفة للقديم سبحانه، ونظير هذا قولنا: (السلام)، والسلام من سَلَّم كالكلامِ من كَلَّم، والمعنى ذو السلام، أي: يُسَلم من عذابه من يشاء من عباده، كما أن المعنى في الأول أن العبادة تجب له (٣)، فهذا وجه، وهو طريقة أهل اللغة (٤).
وأخبرني أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله العروضي -رحمه الله- قال: أبنا (٥) أبو منصور أحمد بن محمد الأزهري (٦)، أبنا (٧) أبو الفضل المنذري (٨)، قال: سألت أبا الهيثم خالد بن يزيد الرازي، عن اشتقاق اسم (الله) في اللغة، فقال (الله) أصله (إلاه)، قال الله جل ذكره: ﴿وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ﴾ [المؤمنون: ٩١] ولا يكون إلهًا حتى يكون معبودًا، وحتى يكون لعابده (٩) خالقًا، ورازقًا، ومدبرًا، وعليه مقتدرًا، فمن لم يكن كذلك فليس بإله، وإن عَبِدَ ظلما، بل هو مخلوق (١٠) ومتعبد،
(٢) في (ب): (وهم).
(٣) بنصه في "الإغفال" ص ٦، "المخصص" عن "الإغفال" ١٧/ ١٣٦.
(٤) انظر: "تهذيب اللغة" ١/ ١٨٩، "معجم مقاييس اللغة" (أله) ١/ ١٢٧، "الصحاح" (أله) ٦/ ٢٢٢٣، "اللسان" (أله) ١/ ١١٤.
(٥) (أبنا) ساقط من (ج).
(٦) صاحب "تهذيب اللغة" سبقت ترجمته.
(٧) في (ج): (أن).
(٨) هو محمد بن أبي جعفر المنذري اللغوي (أبو الفضل) يروي عن أبي العباس ثعلب، وأبي الهيثم الرازي، روى عنه الأزهري كثيرًا. انظر مقدمة "تهذيب اللغة" ١/ ٣٠، ٤١، "اللباب" ٣/ ٢٦٢.
(٩) في (ب): (لعباده).
(١٠) في (ب): (وهو مخلوق).