ومعناه: أن العقول تتحير في كنه صفته وعظمته (١).
وعند متكلمي أصحابنا (٢): أن الإله من الإلَهية، والإلَهِية القدرة على اختراع الأعيان (٣).
وقد أشار أبو الهيثم إلى هذا فيما ذكر، قالوا: وانما سَمَّت العرب معبوداتهم آلهة (٤)؛ لأنهم اعتقدوا فيها صفة التعظيم، واستحقاق هذا الاسم فأصابوا في الجملة، وأخطؤوا في التعيين.
والإمالة في اسم الله تعالى جائزة في قياس العرب (٥)، والدليل على

= وَبَيْدَاء تِيهٍ تَألْهُ العَيْنُ وَسْطَهَا مُخَفَّقةٍ غَبْرَاءَ صَرْمَاءَ سَمْلَقِ
الثعلبي ١/ ١٨ أ، وكذا في "الزينة" ٢/ ١٩.
(١) الثعلبي ١/ ١٨ ب، وانظر: "الزينة" ٢/ ١٩.
(٢) هم المتكلمون من الأشاعرة، الذين تكلموا في العقائد بالطرق العقلية. انظر: "درء تعارض العقل والنقل" ١/ ٢٨، ٣٨، "الرسالة التدمرية" لابن تيمية ص ١٤٧.
(٣) هذا التفسير لمعنى الإلَهية هو منهج المتكلمين، وعند أهل السنة هو المستحق للعبادة. قال ابن تيمية: (وليس المراد بـ) بالإله (هو القادر على الاختراع كما ظنه من ظنه من أئمة المتكلمين.. بل الإله الحق هو الذي يستحق أن يعبده فهو إله بمعنى مألوه لا إله بمعنى آله..)، "الرسالة التدمرية" ص ١٨٦.
(٤) مرَّ كلام أبي الهيثم قريبا، وليس فيه دليل على أن الإلهية: القدرة على الاختراع، بل يدل على المعنى الثاني وهو أن الإلهية؛ استحقاق العبادة، وقوله: (لأنهم اعتقدوا فيها صفة التعظيم..). ليس من كلام أبي الهيثم، انظر: "تهذيب اللغة" أله ١/ ١٨٩.
(٥) الكلام عن إمالة (الألف) من لفظ الجلالة نقله عن أبي علي الفارسي من "الإغفال" ص ٤٦، قال الفارسي: (فأما الإمالة في الألف من اسم الله تعالى فجائزة في قياس العربية، والدليل على جوازها..). ونقل ابن سيده كلام الفارسي. "المخصص" ١٧/ ١٥٠. ومعنى الإمالة: هو تقريب الألف نحو الياء والفتحة التي قبلها نحو الكسرة وهناك ثلاث علل للإمالة: هي الكسرة، وما أميل ليدل بالإمالة على أصله، والإمالة لإمالة بعده.
انظر: "الكشف عن وجوه القراءات السبع" لمكي ١/ ١٦٨، ١٧٠.


الصفحة التالية
Icon