صفته، والاسم كان معلوما لهم في الجملة (١). وقيل: هذا على جهة ترك التعظيم منهم. واختلفوا في أن أي الاسمين من هذين أشد مبالغة، فقال قوم: الرحمن أشد مبالغة من الرحيم، كالعلام من العليم، ولهذا قيل: رحمن الدنيا ورحيم الآخرة، لأن رحمته في الدنيا عمت المؤمن والكافر والبر والفاجر، ورحمته في الآخرة اختصت بالمؤمنين (٢).
فإن قيل: على هذا كان الرحمن أشد مبالغة، فلم بدئ بذكره (٣)؟ وإنما يبدأ في نحو هذا بالأقل ثم يتبع (٤) الأكثر كقولهم: (فلان جواد يعطي العشرات والمئين (٥) والألوف).
والجواب: أنه بدئ (٦) بذكر الرحمن، لأنه صار كالعلم، إذ كان لا يوصف به (٧) إلا الله عز وجل، وحكم الأعلام وما كان من الأسماء أعرف أن يبدأ به، ثم يتبع (٨) الأنكر، وما كان في التعريف أنقص. هذا مذهب سيبويه وغيره من النحويين، فجاء هذا على منهاج كلام العرب (٩).
(٢) انظر الطبري في "تفسيره" ١/ ٥٥، "تهذيب اللغة" (رحم) ٢/ ١٣٨٣، "المخصص" ١٧/ ١٥١، "معاني القرآن" للزجاج ٥٨، "اشتقاق أسماء الله" ص ٤٠.
(٣) هذا التساؤل والإجابة عنه بنصه في "المخصص" ١٧/ ١٥١.
(٤) في (ج): (تتبع).
(٥) في (أ)، (ج): (الماتين) وفي (ب): (المايتين) وما أثبت من "المخصص".
(٦) في (ب): (بدأ).
(٧) (به) ساقط من (ج).
(٨) في (ج): (تتبع).
(٩) إلى هنا بنصه في "المخصص" ١٧/ ١٥١، وإلى نحوه ذهب الطبري في "تفسيره" =