ألا ترى أن التقدير: (كأن قد زالت)، فقطع (قد) من الفعل كقطع (ال) من الاسم.
وإذا (١) كان (ال) عند الخليل حرفا واحدا، فقد ينبغي أن تكون همزته مقطوعة ثابتة، كقاف (قد) وباء (بل)، إلى أنه لما كثر استعمالهم لهذا الحرف عرف موضعه، فحذفت همزته، كما حذفوا: (لم يَكُ) و (ولا أَدْرِ) (٢).
والفصل (٣) الثاني (٤): أنهم قد أثبتوا هذِه الهمزة بحيث تحذف همزات الوصل، نحو قوله ﴿قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ﴾ (٥) [يونس: ٥٩] و ﴿قُلْ آلذَّكَرَيْنِ﴾ [الأنعام: ١٤٣]، ولم (٦) تر همزة وصل تثبت في نحو هذا، فهذا يؤكد أن همزة (أل) ليست بهمزة وصل وأنها مع اللام كقد.
ومذهب الجمهور (٧) في هذا أن اللام وحدها هي حرف التعريف، وأن

(١) ترك بعض كلام أبي الفتح. انظر: "سر صناعة الإعراب" ١/ ٣٣٤.
(٢) والقياس فيهما: لم يكن (و) لا أدري (لكن لما كثر في الاستعمال حذفت النون في الأول والياء من الثاني، قال أبو الفتح: وحذفها شاذ انظر: "المنصف" ٢/ ٢٢٧.
(٣) في (ج): (الفضل).
(٤) نص كلام أبي الفتح: (ويؤكد هذا القول عندك أيضا: أنهم قد أثبتوا... الخ)، "سر صناعة الإعراب" ١/ ٣٣٤.
(٥) في (ب) تصحيف في الآية، حيث حذف (أذن) وكرر (لكم).
(٦) عند أبي الفتح: (... ونحو قولهم في القسم (أفألله) و (لا ها ألله ذا) ولم نر همزة الوصل تثبت في نحو هذا.... الخ)، "سر صناعة الإعراب" ١/ ٣٣٥.
(٧) عند أبي الفتح: (وأما ما يدل على أن اللام وحدها هي حرف التعريف، وأن الهمزة إنما دخلت عليها لسكونها، فهو إيصالهم جر الجار إلى ما بعد حرف التعريف....) "سر صناعة الإعراب" ١/ ٣٣٥.
قال في "شرح المفصل": (واللام هي حرف التعريف وحدها، والهمزة وصلة إلى النطق بها ساكنة، هذا مذهب سيبويه، وعليه أكثر البصريين والكوفيين ما عدا الخليل....)، ٩/ ١٧، وانظر: "الخزانة" ٧/ ١٩٨ - ١٩٩.


الصفحة التالية
Icon