ثأرهم بالنبي - ﷺ - والمؤمنين حين استووا في القتل، وذلك أنه لما جاء المستغيث من خزاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنشد (١):

اللهمَّ إني ناشد محمدًا حلف أبينا وأبيه الأتلدا (٢)
.. الأبيات.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا نُصرت إن لم أنصركم" (٣) وغضب لهم، وخرج إلى مكة ونصر الله رسوله وشفى صدور خزاعة.
(١) هو: عمرو بن سالم الخزاعي سيد خزاعة، وقد انحاز هو وقبيلته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ودخلوا في عقده وعهده وذلك حين تم صلح الحديبية بين المسلمين وكفار قريش، بينما دخلت بنو بكر في عقد قريش وعهدهم، واستمرت الهدنة بين القبيلتين عدة أشهر، ثم إن بني بكر وثبوا على خزاعة ليلاً، وبيتوهم على ماء لهم قرب مكة، وأعانتهم قريش، وأمدوهم بالسلاح للضغن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فركب عمرو بن سالم وقدم المدينة وأخبره بما كان من بني بكر وقريش، وأنشد:
اللهم إني ناشد محمدًا حلف أبينا وأبيه الأتلدا
كنا والدًا وكنت ولدًا ثمت أسلمنا ولم ننزع يداً
فانصر رسول الله نصرًا عندًا وادع عباد الله يأتوا مددًا
.. إلى أن قال:
هم بيتونا بالهجير هجدًا وقتلونا ركعًا وسجدًا
انظر: "السيرة النبوية" ٤/ ١٠، و"الاستيعاب" ٣/ ٢٥٩، و"مجمع الزوائد" ٦/ ٢٤٠، و"الدر المنثور" ٣/ ٣٨٩.
(٢) في (ى): (الألتدا)، وهو خطأ، والأتلد: الأقدم. انظر: "لسان العرب" (تلد) ١/ ٤٣٩.
(٣) ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٦/ ٢٣٧ - ٢٤١ بألفاظ مقاربة وقال في أحدها: رواه أبو يعلى عن حزام بن هشام بن حبيش، عن أبيه، وقد وثقهما ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح" وقال الهيثمي في لفظ آخر: "رواه الطبراني في الصغير والكبير، وفيه يحيى بن سليمان بن نضلة، وهو ضعيف".


الصفحة التالية
Icon