قال أبو إسحاق: "وفي هذه الآية، دليل على تثبيت النبوة؛ لأنه وعدهم النصر ووفى به، فدل به على صدق ما أتى به محمد - ﷺ -" (١)، ودلّ كلام أبي إسحاق (٢) في تفسير قوله: ﴿وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾ أن هذا يراد به أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لا حلفاؤه من خزاعة؛ لأنه قال: "فيه دليل على أنهم اشتد غضبهم لله عز وجل" (٣)، فعنده الشفاء إنما هو من داء الغضب لله ولدينه ورسوله، وعند غيره من المفسرين: الشفاء من داء الحقد لخزاعة على بني بكر وقريش (٤).
١٥ - قوله تعالى: ﴿وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ﴾، قال المفسرون: "يعني: كربها ووجدها بمعونة قريش بكرًا عليهم" (٥).
﴿وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ﴾ يعني (٦) من المشركين كأبي سفيان وعكرمة ابن أبي جهل (٧) وسهيل بن عمرو (٨)، تاب الله عليهم، وهداهم للإسلام.
(٢) (إسحاق) ساقط من (ى).
(٣) المصدر السابق، نفس الموضع.
(٤) هذا قول مجاهد وعكرمة وقتادة والسدي. انظر: "تفسير ابن جرير" ١٠/ ٩١، وابن أبي حاتم ٦/ ١٧٦٣، و"الدر المنثور" ٣/ ٣٨٩.
(٥) هذا نص قول الثعلبي في "تفسيره" ٦/ ٨٣ ب، ومثله البغوي ٤/ ١٨، وبنحوه قال ابن جرير ١٠/ ٩١.
(٦) من (م).
(٧) هو: عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي المكي، الشريف الشهيد، كان سيد بني مخزوم بعد قتل أبيه، ثم أسلم وحسن إسلامه، وأبلى في الإسلام بلاءً حسنًا، وقتل في معركة أجنادين أو اليرموك سنة ١٣ هـ أو ١٥هـ. انظر: "المعارف" ص١٨٨، و"سير أعلام النبلاء" ١/ ٣٢٣، و"البداية والنهاية" ٧/ ٤، ٣٢، و"الإصابة" ٤/ ٤٩٦.
(٨) هو: سهيل بن عمرو بن عبد شمس العامري القرشي خطيب قريش وفصيحهم، =