المسلمين فضلوا بها على سائر الأمم الذين لم تحل لهم الغنائم، وصلاة (١) التطوع نافلة؛ لأنها زيادة أجر للمؤمن (٢) على ما كتب له من ثواب ما فرض عليه (٣).
ونذكر استقصاء النافلة عند قوله تعالى: ﴿نَافِلَةً لَكَ﴾ [الإسراء: ٧٩] إن شاء الله (٤).
وأما معنى ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ﴾ فقوله: ﴿يَسْأَلُونَكَ﴾ إخبار عمن لم يسبق ذكره إيجازًا واختصارًا؛ لأن حالة النزول كانت تدل على من سأل وتنبيء عنه، ومثله في القرآن كثير.
وأكثر أهل العلم قالوا: معنى ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ﴾ أي: عن حكمها وعلمها سؤال استفتاء (٥) (٦).

(١) في "تهذيب اللغة" وسميت صلاة التطوع... إلخ.
(٢) في "تهذيب اللغة" لأنها زيادة أجر لهم على ما كتب من ثواب ما فرض عليهم.
(٣) "تهذيب اللغة" للأزهري (نفل) ٤/ ٣٦٣٦.
(٤) قال في هذا الموضع: ﴿نَافِلَةً لَكَ﴾ معنى النافلة في اللغة: ما كان زيادة على الأصل، ذكرنا هذا في قوله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ﴾ ومعناها أيضاً في هذه الآية الزيادة، قال مجاهد: النافلة للنبي - ﷺ - خالصة؛ من أجل أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فما عمل من عمل سوى المكتوبة فهي نافلة له، من أجل أنه لا يعمل ذلك في كفارة الذنوب، فهي نوافل له خاصة وزيادة، والناس يعملون ما سوى المكتوبة لذنوبهم.. وذهب قوم إلى أن معنى النافلة: التطوع الذي يتبرع به الإنسان، وقالوا: إن صلاة الليل كانت واجبة عليه، ثم نسخت عنه فصارت نافلة، أي: تطوعًا وزيادة على الفرائض..
(٥) في (ح): (استقصاء)، وهو خطأ.
(٦) ذكر هذا القول وجهًا في تفسير الآية أبو الليث السمرقندي في "تفسيره" ٣/ ٣٢٥، والثعلبي في "الكشف والبيان" ٦/ ٣٧ ب؛ واختاره السمين الحلبي كما في "الفتوحات الإلهية" ٢/ ٢٢٥، ولم أجد من ذكره عن مفسري الصحابة والتابعين، =


الصفحة التالية
Icon