علامة التأنيث قولهم في الباءة: باه، كأنه أراد: الباءة (١)، فأبدل من الهمزة الألف كما أبدلها في قوله (٢):
... لا هَنَاكِ المَرْتَعُ
فاجتمع ألفان فحذف أحدهما لالتقاء الساكنين فبقي الاسم على حرفين أحدهما حرف لين، أنشد اليزيدي (٣):

فياشرَّ مُلْكٍ ملْكِ قيس بن عاصم على أن قيسًا لم يطأ باه مَحْرَم (٤)
(١) الباءة: النكاح والتزوج، وفيه لغات: الباهُ والباءُ والباءة والباهة. انظر: "مجمل اللغة" (بوأ) ١/ ١٣٨، "لسان العرب" (بهه) ١/ ٣٨٠، "النهاية في غريب الحديث والأثر" (بوأ) ١/ ١٦٠.
(٢) هو الفرزدق، وتمام البيت كما في "ديوانه" ١/ ٤٠٨:
ومضت لمسلمة الركاب مودعًا فارعي فزارة لا هناك المرتع
والبيت منسوب للفرزدق أيضًا في: "شرح أبيات سيبويه" ٢/ ٢٩٤، و"طبقات فحول الشعراء" ٢/ ٣٤٠، و"كتاب سيبويه" ١/ ١٨٤، و"المقتضب" ١/ ١٦٧ وروايته في هذه المصادر:
راحت بمسلمة البغال عشية... فارعي فزارة.......... إلخ
والبيت من قصيدة يهجو بها الفرزدق الأمير عمر بن هبيرة الفزاري لما تولى العراق بعد عزل عبد الملك بن بشر عن البصرة، وسعيد بن عمرو عن الكوفة، ورحيل مسلمة بن عبد الملك إلى الشام.
(٣) هو: يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي البصري أبو محمد النحوي، المعروف باليزيدي لاتصاله بالأمير يزيد بن منصور خال المهدي لتأديب أولاده، وقد أدب المأمون أيضًا، وكان ثقة عالمًا حجة في القراءة، أخباريًّا نحويًّا لغويًّا، نظيرًا للكسائي، وتوفي سنة ٢٠٢ هـ. انظر: "تاريخ بغداد" ١٤/ ١٤٦،"نزهة الألباء" ص ٦٩، "الحجة للقراء السبعة" ٤/ ٢٤٥، فقد نص أبو علي في هذا الموضوع أن المذكورر أبو محمد لا غيره.
(٤) لم أهتد لمصادره.


الصفحة التالية
Icon