كتاب ولا تلقين يدل على أنه إنما أتيت به من عند الله (١) جل وعز (٢)
وقال غيره: يقول قد أتى عليّ عُمُر وأنا بهذه الصفة لا أتلوه عليكم ولا يعلمكم به الله، حتى أمرني به وشاء إعلامكم (٣).
١٧ - قوله تعالى: ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾ الآية (فمن) هاهنا استفهام معناه الجحد، أي لا أحد أظلم ممن هذه صفته، والمعنى: لا أحد أظلم ممن يظلم ظلم الكفر، كأنه قيل: لا أحد أظلم من الكافر.
قال ابن عباس: يريد: إني لم أفتر على الله ولم أكذب عليه، وأنتم فعلتم ذلك حيث زعمتم أن معه شريكًا وعبدتم الأوثان وكذبتم نبيه وما جاء به من عند الله (٤).
وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ﴾، قال: يريد: لا يسعد من كذب أنبياء الله (٥).
١٨ - قوله تعالى: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ﴾
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١١ بنحوه.
(٣) ذكر نحو هذا القول النحاس في "إعراب القرآن" ٢/ ٥٤.
(٤) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ١٥، والمؤلف في "الوسيط" ٢/ ٥٤١.
(٥) ذكره المؤلف في "الوسيط" ٢/ ٥٤١.