(هلَّا)، إلا حرفين ﴿فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا﴾ معناها: فما كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها، وكذلك ﴿فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [هود: ١١٦] معناه فما كان من القرون (١).
وقال ابن عباس في رواية عطاء: فما كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس: قال: يريد لم أفعل هذا بأمة قط ﴿إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا﴾ عند نزول العذاب، كشفنا عنهم العذاب (٢) (٣).
وقال قتادة في هذه الآية: لم يكن هذا معروفًا لأمة من الأمم؛ كفرت ثم آمنت عند نزول العذاب فكشف عنهم، إلا قوم يونس كشف عنهم العذاب بعد ما تدلى عليهم (٤).
وقال مقاتل: كان العذاب فوق رؤوسهم قدر ميل (٥).
وقال ابن الأنباري (٦): كشف الله عنهم العذاب وقَبِل توبتهم لما علم من حسن نيتهم وأنهم يقيمون على شكره وحمده، ولا يزالون يوحدونه
(٢) ساقط من (م) و (ى).
(٣) "الوسيط" ٢/ ٥٦٠، ورواه بمعناه ابن جرير ١١/ ١٧١ من رواية عطاء الخراساني، ورواه أيضًا ابن المنذر وأبو الشيخ كما في "الدر المنثور" ٣/ ٥٧٢.
(٤) رواه بنحوه ابن جرير ١١/ ١٧٠ - ١٧٢، وابن أبي حاتم ٦/ ١٩٨٨، وابن المنذر وأبو الشيخ كما في "الدر المنثور" ٣/ ٥٧٢.
(٥) "تفسير مقاتل" ص ١٤٣ أ.
(٦) ذكر قوله مختصرًا ابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ٦٧.