موضعها الذي تموت فيه أو تدفن، ونحو هذا قال الزجاج وأبو بكر، ومضى استقصاء تفسير المستقر والمستودع في سورة الأنعام (١).
قوله تعالى: ﴿كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾، قال ابن عباس (٢) والمفسرون (٣): اللوح المحفوظ.
قال الزجاج (٤): والمعنى أن ذلك ثابت في علم الله -عز وجل- ومثله قوله (٥): ﴿إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا﴾ [الحديد: ٢٢] وذكرنا قبل هذا فائدة إثبات ذلك في قوله: ﴿وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ (٦).
٧ - قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ مضى تفسير هذا القدر من الآية في سورة "الأعراف" [٥٤].
وقوله تعالى: ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾ يعني قبل أن يخلق السماء والأرض، قال كعب (٧): خلق الله ياقوتة خضراء، ثم نظر إليها بالهيبة

(١) خلاصة ما ذكره في سورة الأنعام عند قوله تعالى: ﴿فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ﴾ أن المستقر في الرحم والمستودع في أصلاب الرجال.
(٢) "تنوير المقباس" ١٣٨.
(٣) الثعلبي ٧/ ٣٤ أ، البغوي ٤/ ١٦٢، "زاد المسير" ٤/ ٧٩، "تفسير مقاتل" ١٤٤ أ.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٣٩.
(٥) ساقط من (ب).
(٦) الأنعام: ٥٩. وقد نقل هنالك عن ابن الأنباري قوله: "وفائدة كتب الله ذلك في اللوح المحفوظ مع علمه، وأنه لا يفوته شيء، هو أنه -عز وجل- كتب هذه الأشياء وأحصاها قبل أن تكون؛ لتقف الملائكة على نفاذ علمه، وأنه لا يغيب عنه مما في السموات والأرض شيء، فيكون في ذلك عبرة للملائكة الموكلين باللوح؛ لأنهم يقابلون به ما يحدث من الأمور فيجدونه موافقًا له".
(٧) الثعلبي ٧/ ٣٤ أ، البغوي ٤/ ١٦٢، القرطبي ٩/ ٨. قلت: هذا من الإسرائيليات، ويؤيدها ما روى الطبري ١٢/ ٥، وابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٠٥ من طريق سعيد بن =


الصفحة التالية
Icon