و (عوراء)، وهذا فرق بين النعمة والنعماء.
وقوله تعالى: ﴿لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي﴾، يريد: الضُّرَّ والفقر، ومعنى السيئات: الخصال التي تسوء صاحبها.
وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ﴾، قال ابن عباس (١): يريد يفاخر أوليائي بما وسعت عليه، وهذا بيان عما يوجبه بطر النعمة من تناسي حال الشدة، وترك الاعتراف بنعمة الله وحمده على ما صرف عنه من الضرّ مع المرح والتكبُّر على عباد الله.
١١ - قوله تعالى: ﴿إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُو﴾ يعني (٢) أصحاب النبي - ﷺ -، والمؤمنين، مدحهم بالصبر على الشدة والمكاره، وهذا استثناء منقطع، وليس من الأول، ومعناه: لكن الذين صبروا، وهذا قول الأخفش (٣)، والزجاج (٤)، وابن الأنباري.
وقال الفراء (٥): هو استثناء متصل من قوله: ﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ﴾؛ لأنه (٦) في تأويل جمع كما قال: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [العصر: ٢، ٣].
قال أبو بكر: هذا ضعيف؛ لأنه يوجب أن تحت "الإنسان" مؤمنين وكافرين، وقد بين الله اختصاص الكفر معه بقوله: {إِنَّهُ لَيَئُوسٌ

(١) "زاد المسير" ٤/ ٨١.
(٢) "زاد المسير" ٤/ ٨١. ابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٠٨ عن زيد بن أسلم.
(٣) "معاني القرآن" ٢/ ٥٧٥.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٤١.
(٥) "معاني القرآن" ٢/ ٤.
(٦) في (ي): (الآية).


الصفحة التالية
Icon