كذلك المهارع اللاتي أهرعهن غيرهن، ويدل على هذا قول مهلهل:
فجاءوا يُهرعون وهم أسارى | نقودهم على رغم الأنوف |
وقوله تعالى: ﴿وَمِنْ قَبْلُ﴾ أي: من قبل مجيئهم إلى لوط ﴿كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ﴾، قال عطاء: يريد الشرك، وقال آخرون (١): يعني: فعلهم المنكر.
وقوله تعالى: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي﴾. قال أكثر المفسرين (٢): يعني: بنتيه زيتا (٣) وزعورا، وعلى هذا سمي الاثنان بالجمع كقوله: ﴿فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ﴾ [النساء: ١١]. وقوله: ﴿وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ﴾ [الأنبياء: ٧٨]، يعني: حكم داود وسليمان، ومن المفسرين من ذهب إلى أنه كان له أكثر من بنتين، وعلى هذا سهل الأمر.
وقوله تعالى: ﴿هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ﴾. قال المفسرون: أراد: أنا أزوجكموهن فهن أطهر لكم من نكاح الرجال، قال ابن عباس (٤) وغيره: كان رؤساء من قومه خطبوا إليه فلم يزوجهم قبل ذلك فلما راودوه عن
(١) الطبري ١٢/ ٨٤ رواه عن ابن جريج، الثعلبي ٧/ ٥١ أ، البغوي ٤/ ١٩١، "زاد المسير" ٤/ ١٣٧.
(٢) الثعلبي ٧/ ٥١ ب، البغوي ٤/ ١٩١، "زاد المسير" ٤/ ١٣٧، القرطبي ٩/ ٧٦.
(٣) في الطبري ١٢/ ٨٤ "رثيا" و"زغرتا"، وفي الثعلبي ٧/ ٥١ ب (زعورا) و (ريثا).
(٤) الثعلبي ٧/ ٥١ ب، القرطبي ٧/ ٥١ أ.
(٢) الثعلبي ٧/ ٥١ ب، البغوي ٤/ ١٩١، "زاد المسير" ٤/ ١٣٧، القرطبي ٩/ ٧٦.
(٣) في الطبري ١٢/ ٨٤ "رثيا" و"زغرتا"، وفي الثعلبي ٧/ ٥١ ب (زعورا) و (ريثا).
(٤) الثعلبي ٧/ ٥١ ب، القرطبي ٧/ ٥١ أ.