وقوله تعالى: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ ذكر المفسرون في هذا قولين أحدهما: أن المراد بقوله (عليم) الله تعالى، والمعنى: وفوق كل ذي علم معلّم عليم، وهو الله تعالى الغني بعلمه عن التعليم، وهذا قول ابن عباس (١) والحسن (٢) وسعيد بن جبير (٣).
وروي عن سعيد أنه قال: "ذكر ابن عباس آية فقال رجل من القوم: الحمد لله وفوق كل ذي علم عليم، قال ابن عباس: بئسما قلت: الله هو العلم وهو فوق كل شيء (٤).
قال أبو بكر: وتأويل الآية على هذا: وفوق كل ذي علم اختص به وانكشف له رب العالمين الذي المِنّة له وكل العلوم منه بدأت وإليه تعود.
والقول الثاني: والذي عليه أكثر المفسرين: وفوق كل ذي علم ممن رفعه الله عليم قد رفعه الله بالعلم فهو أعلم منه، وهذا قول ابن عباس (٥) في رواية عكرمة. قال: يكون هذا أعلم من هذا حتى ينتهي العلم إلى الله تعالى، وفي هذا إشارة إلى أن علم يوسف في ذلك الأمر كان ألطف من علم إخوته.
(٢) الطبري ١٣/ ٢٧، العلبي ٧/ ٩٩ أ، ابن عطية ٨/ ٣٥.
(٣) الطبري ١٣/ ٢٧.
(٤) الطبري ١٣/ ٢٦، وعبد الرزاق ٢/ ٣٢٦ وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي هاشم ٧/ ٢١٧٧، وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات كما في "الدر" ٤/ ٥٢، وابن عطية ٨/ ٣٥، والقرطبي ٩/ ٢٣٨.
(٥) الطبري ١٣/ ٢٧، والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم ٧/ ٢١٧٧، وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات كما في "الدر" ٤/ ٥٢، الثعلبي ٧/ ٩٩ أ، البغوي ٤/ ٢٦٣، القرطبي ٩/ ٢٣٨.