قال أهل اللغة (١): البث: الهم الذي تفضي به إلى صاحبك. وأصله من البث وهو النشر والتفريق، يقال: بثوا الخيل في الغارة، وبث الله الخلق، وأبثثتُ فلانًا بسري إبثاثًا، أي: أطلعته عليه.
وقال أبو عبيدة (٢): البث: أشد الحزن، والحزن أشد الهم، وقال غيره: الهم ما يستره الإنسان ويكتمه، والبث ما يبديه ويظهره؛ لأنه إذا اشتد لم يصبر على كتمانه حتى يبثه، يقال: قد أبثثتك ما في قلبي، وبثتك، إذا أطلعتك عليه، قال الشاعر (٣):
أبثّكَ ما ألْقَى وفي النَّفْسِ حَاجَةٌ | لها بَيْنَ لَحْمِي والعِظَامِ دَبِيبُ |
(١) انظر: "تهذيب اللغة" (بثث) ١/ ٢٧٣، و"اللسان" (بثث) ١/ ٢٠٨.
(٢) "مجاز القرآن" ١/ ٣١٧.
(٣) البيت لكُثَيِّر من قصيدة يمدح فيها عمر بن عبد العزيز وهي في "ديوانه" ص ٣٦ كما يلي:
وذكره في "الشعر والشعراء" ص ٤١٣ ونسبه لعروة بن حزام، والبيت مختلف عن هذا وهو:
(٤) "زاد المسير" ٤/ ٢٧٥، و"تنوير المقباس" ١٥٣، وأخرجه ابن أبي حاتم ٧/ ٢١٨٩، عن النصر بن عربي كما في "الدر" ٤/ ٦٠.
(٥) الطبري ١٣/ ٤٥، و"زاد المسير" ٤/ ٢٧٥، وابن أبي حاتم ٧/ ٢١٨٩، كما في "الدر" ٤/ ٦٠، الثعلبى ٧/ ١٠٥ أ.
(٦) في (ج): (وأنا).
(٢) "مجاز القرآن" ١/ ٣١٧.
(٣) البيت لكُثَيِّر من قصيدة يمدح فيها عمر بن عبد العزيز وهي في "ديوانه" ص ٣٦ كما يلي:
أبثك ما ألقى وفي النفس حاجة | لها بين جلدي والعظام دبيب |
وإني لتعروني لذكراك روعة | لها بين جلدي والعظام دبيب |
(٥) الطبري ١٣/ ٤٥، و"زاد المسير" ٤/ ٢٧٥، وابن أبي حاتم ٧/ ٢١٨٩، كما في "الدر" ٤/ ٦٠، الثعلبى ٧/ ١٠٥ أ.
(٦) في (ج): (وأنا).