قال ابن عباس في قوله ﴿وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ﴾، قال: ما مثّل الله بالمكذبين قبلهم، والذي يدل من التفسير على ما ذكرنا من الاشتقاق، ما روى ابن أبي نجيح عن مجاهد (١)، في قوله ﴿الْمَثُلَاتُ﴾ قال: الأمثال، قال أبو بكر: العقوبة يتذاكرها (٢) الناس ويضربون بها الأمثال، [فسمي باسم هو من سببها، وعلى هذا سميت العقوبات أمثالًا لما يضرب بها من الأمثال] (٣)، والصحيح في اشتقاق المُثْلة أنها العقوبة الظاهرة من قولهم: مثل الشيء، إذا ظهر وانتصب قائمًا، ومنه قول لبيد (٤):
ثم أصْدَرْنَاهُمَا في وارِدٍ.... صَادرٍ وهمٍ صُوَاه قد مَثَلْ
أي انتصب وظهر، قال الأزهري (٥) في هذه الآية: يقول يستعجلونك بالعذاب الذي لم أعاجلهم به، وقد علموا ما نزل من عقوباتنا بالأمم الخالية، فلم يعتبروا بها، وكان ينبغي أن يردعهم ذلك عن الكفر، خوفًا أن ينزل بهم مثل الذي نزل بمن كفر قبلهم.
(٢) في (ج): (يتذاكراها).
(٣) ما بين المعقوفين ساقط من (أ)، (ج).
(٤) البيت في "ديوانه" ص ١٤٣، و"ديوان الأدب" ٣/ ٢٢٩، وكتاب "العين" ٢/ ١٣٢، ٧/ ٤٢٣، و"تاج العروس" ١٥/ ٦٨٤ (مثل)، و"مقاييس اللغة" ٢/ ٤٧٨، و"المعاني الكبير" ص ١١٠١، و"تهذيب اللغة" (مثل) ٤/ ٣٣٤٣، و"اللسان" (مثل) ٧/ ٤١٣٥.
والوارد والصادر: الطريق، وهم. واسع ضخم، صوى الطريق: أعلامه، قد مثل: شخص وبرز.
(٥) "تهذيب اللغة" (مثل) ٤/ ٣٣٤٢.