وقوله تعالى: ﴿وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾ قال أبو عبيدة (١): المحال عند العرب المكر والعقوبة والنكال، وأنشد للأعشى (٢):

فرعُ نَبْعٍ يَهْتَزُّ في غُصْنِ المَجْد غَزِيرِ النَّدَى عَظِيمِ المِحَال
وأَما الكلام في اشتقاق هذا الحرف، فذهب قوم إلى أنه من الحول بمعنى الحيلة، (ومن هذا يقال المحالة بمعنى الحيلة.
قال ابن قتيبة (٣) في قوله: ﴿وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾ أي شديد الكيد والمكر، قال: وأصل المحال: الحيلة) (٤) وروى هذا المعنى عن قتادة (٥)، قال: شديد الحيلة والقوة.
وروى ابن جريج عن ابن عباس (٦) قال: المحال الحول، وعلى هذا القول، إنما جاز وصف الله بالاحتيال؛ لأن الله تعالى معجل لعدوه في
(١) "مجاز القرآن" ١/ ٣٢٥.
(٢) قلت: في "مجاز القرآن" ١/ ٣٢٥ (شديد المحال) بدل (عظيم) قال الطبري ١٣/ ١٢٧: هكذا كان ينشده معمر بن المثنى فيما حدثت به عن علي بن المغيرة عنه، وأما الرواة بعد فإنهم ينشدون:
فرع فرع يهتزفي غصن المجد كثير الندى عظيم المحال
والبيت في "ديوانه" ص ٧، ٩، و"السمط" ص ٩٠٧، والقرطبي ٩/ ٢٩٩، و"اللسان" (محل) ٧/ ٤١٤٨، و"الزاهر" ١/ ١٠٢، و"العين" ٣/ ٢٤١، و"البحر" ٥/ ٣٥٨، و"المحرر" ٨/ ١٤٨، و"الدر المصون" ٧/ ٣٢، و"معاني القرآن" للنحاس ٣/ ٤٨٥.
(٣) "مشكل القرآن وغريبه" ص ٢٣١.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(٥) الطبري ١٣/ ١٢٧، وعبد الرزاق ٣/ ٣٣٣، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ كما في "الدر" ٤/ ١٠٠.
(٦) الطبري ١٣/ ١٢٧.


الصفحة التالية
Icon