الحجر يدعو، وأبو جهل يسمع إليه، وهو يقول: يا رحمن، فلما سمعه يذكر الرحمن ولىَّ مدبرًا إلى المشركين، وقال لهم: إن محمدًا كان ينهانا عن عبادة الآلهة، وهو يدعو إلهين، يدعو الله ويدعو إلهًا آخر يقال له: الرحمن، فأنزل الله هذه الآية (١).
وقوله: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ﴾ قال مقاتل (٢) وابن جريج (٣) وقتادة (٤): نزل هذا في صلح الحديبية، أرادوا كتاب الصلح، فقال النبي - ﷺ - لعلي: "اكتب بسم الله الرحمن الرحيم" فقال المشركون: ما..... (٥) اكتب باسمك اللهم".
وقوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ رَبِّي﴾ أي قل لهم يا محمد: إن الرحمن الذي أنكرتم معرفته، هو إلهي وسيدي، لا إله إلا هو.
٣١ - قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ﴾ الآية، قال المفسرون (٦): قالت قريش للنبي - ﷺ -: إن كنت كما تقول فباعد عنا أخشبي

(١) نقله في "زاد المسير" ٤/ ٣٢٩ عن الواحدي، وانظر القرطبي ٩/ ٣١٨.
(٢) "تفسير مقاتل" ١٩١ أ، "زاد المسير" ٤/ ٣٢٩، القرطبي ٩/ ٣١٧، الثعلبي ٧/ ١٣٧ أ.
(٣) "زاد المسير" ٤/ ٣٢٩، القرطبي ٩/ ٣١٧، الطبري ١٣/ ١٥٠ وابن جريج عن مجاهد، وابن المنذر كما في "الدر" ٤/ ١١٦، الثعلبي ٧/ ١٣٧ أ.
(٤) الطبري ١٣/ ١٥٠، و"زاد المسير" ٤/ ٣٢٩، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ كما في "الدر" ٤/ ١١٦، والثعلبي ٧/ ١٣٧ أ.
(٥) بياض في جميع النسخ، وفي البخاري (٤١٨٠، ٤١٨١) كتاب: المغازي، باب: غزوة الحديبية، وأحمد ٤/ ٣٣٠ وفيه: فقال سهيل: أما الرحمن فوالله ما أدري ما هي، ولكن اكتب: باسمك اللهم). وفي الطبري ١٣/ ١٥٠ عن مجاهد: ما ندري ما الرحمن اكتب باسمك اللهم.
(٦) روى الطبري ١٣/ ١٥١ - ١٥٢ نحو هذا عن قتادة والضحاك وابن زيد وفي "تفسير كتاب الله العزيز" ٢/ ٣٠٩ عن الحسن.


الصفحة التالية
Icon