إسحاق: ثم بيّن ما النور فقال: ﴿إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ (١).
٢ - قوله تعالى: ﴿اللَّهِ﴾ مَنْ رَفع (٢) قطع مِن الأول، وجعل ﴿الَّذِي﴾ الخبر أو جعل ﴿الَّذِي﴾ صفة وأضمر خبرًا (٣)، ومثله في القطع قوله: ﴿قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ﴾ [سبأ: ٣] فيمن رفع (٤) ومثله: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ﴾ [التوبة: ١١١] ثم انقطع قوله: ﴿التَّائِبُونَ﴾ [التوبة: ١١٢] عنهم واستؤنف به. ومن خفض (٥) جعله بدلاً من ﴿الْحَمِيدِ﴾ ولم يكن صفة؛ لأن اسم الله صار كالعلم (٦) الذي لا يوصف به نحو: زيد وعمرو بكثرة الاستعمال (٧)، وإن كان يجوز أن يوصف به من حيث المعنى؛ لأن معناه ذو العبادة (٨)، كما بينا في أول الكتاب؛ على

(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٥٣، بنصه.
(٢) هما نافع وابن عامر انظر: "السبعة في القراءآت" لابن مجاهد ص ٣٦٢، و"الحجة للقراء" لأبي علي الفارسي ٥/ ٢٥، و"التبصرة في القراءآت السبع" لمكي ص ٥٥٨.
(٣) انظر: "البيان في غريب إعراب القرآن" ٢/ ٥٤، و"الإملاء" ٢/ ٦٥، و"الفريد في إعراب القرآن" ٣/ ١٤٦.
(٤) وهما نافع وابن عامر، انظر: "السبعة" ص ٥٢٦، و"الحجة للقراء" ٦/ ٥، "المبسوط في القراءات" ص ٣٠٣، قال أبو علي: وأما الرفع فيجوز أن يكون (عالمُ) خبرَ مبتدأ محذوف تقديره: هو عالم الغيب، ويجوز أن يكون مرفوع بالابتداء وخبره ﴿لَا يَعْزُبُ عَنْهُ﴾.
(٥) هم: ابن كثير وأبوعمرو وعاصم وحمزة والكسائي. انظر: "السبعة" ص ٣٦٢، و"الحجة للقراء" ٥/ ٢٥، و"التبصرة" ص ٥٥٨.
(٦) في (أ)، (د): (العلم)، والمثبت من (ش)، (ع) وهو أنسب للسياق.
(٧) راجى هذه المسألة في "المقتضب" للمبرد ١/ ٢٦، و"المقرب" لابن عصفور ١/ ٢٢٢، و"همع الهوامع" للسيوطي ٥/ ١٧٨، و"خزانة الأدب" ٢/ ٢٦٨، ٦/ ٣٢٨.
(٨) على قول من قال أن لفظ الجلالة مشتق من أله، ومعناه عبد، وتأله: تعبّد وتنسّك، كما قال رؤبة بن الحجاج ت (١٤٥هـ): =


الصفحة التالية
Icon