معنى أن العبادة تجب له، وقد يَغْلُب ما أصله الصفة فيصير بمنزلة العلم، كقول الشاعر (١):
ونابغةُ الجَعْدِيُّ بالرَّمْل بيتُه | عليه صَفيحٌ من تُرَابٍ وجَنْدَلِ (٢) |
٣ - قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ﴾ إن شئتَ جعلت ﴿الَّذِينَ﴾ من صفة الكافرين في الآية المتقدمة، وإن شئت استأنفت به وجعلت الخبر قوله: ﴿أُولَئِكَ﴾ ومعنى الاستحباب: طلب محبّة الشيء بالتعرُّض إلفًا (٤)، ودخلت (على) (٥) في قوله: ﴿عَلَى الْآخِرَةِ﴾ لأن معنى يستحبُّون هاهنا: يؤُثرون ويختارون، فكأنَّه قيل: يُؤثرون الحياة
= لله دَرُّ الغانيات المُدَّهِ | سبَّحْنَ واسترجَعْن من تألهُّي |
(١) هو مسكين الدارمي، واسمه: ربيعة بن عامر ت (٨٩ هـ).
(٢) انظر "ديوانه" ص ٤٩ برواية:
عليه صفيح من رخام مرصعُ
وورد البيت غير منسوب في "الكتاب" ٣/ ٢٤٤، "واللسان" (نبغ) ٨/ ٤٥٣، برواية:
عليه تراب من صفيح موضع
وورد في "المقتضب" ٣/ ٣٧٣، و"أمالي ابن الشجري" ٢/ ٣٦٠ برواية:
عليه صفيح من تراب منضد
وورد صدره في"الخزانة" ٢/ ٢٦٨، ٦/ ٣٢٨.
(٣) "الحجة للقراء" ٥/ ٢٥ - ٢٧ بتصرف واختصار.
(٤) في (ش)، (ع): (لها).
(٥) أي عدَّى الفعل بعلى لأنّه تضمّن معنى الإيثار.