واحد (١)، قال ابن عباس في هذه الآية: يريد بلسان سعد (٢) بن بكر بن هوازن؛ وهي من أفصح العرب؛ وهي لغة يفهمها جميع العرب.
وقوله تعالى: ﴿فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ﴾ قال ابن عباس: جعل المشيئة إليه وحده لا شريك له (٣)، قال أبو بكر: رَفَعَ ﴿فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ﴾ بعد التّبيين بإيثاره الباطل (٤)، ﴿وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾: باتِّباع الحق.
قال الفراء: وإذا رأيت الفعل منصوبًا وبعده فعل قد نُسِق (٥) عليه فإن كان (٦) يُشاكل (٧) معنى الفعل الذي قبله نَسَقْته (٨) عليه، وإن رأيته غير مشاكل لمعناه استأنفته فرفعته؛ نحو قوله: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ﴾ [التوبة: ٣٢] فيأبى في موضع رفع لا يجوز

(١) لم أقف على مصدره. وورد مختصراً بلا نسبة في "تفسير القرطبي" ٩/ ٣٤٠.
(٢) بنو سعد بن بكر: هم بطن من هوازن بن منصور، من العدنانية، وهم أظآره - ﷺ - عندهم استرضع من حليمة السعدية. انظر: "جمهرة أنساب العرب" ص ٢٦٥، و"نهاية الأرب" ص ٢٦٨.
(٣) ورد في تفسيره "الوسيط" تحقيق سيسي ١/ ٣٠٤، بنصه.
(٤) يعني أن ﴿فَيُضِلُّ﴾ مرفوع على الاستئناف ومقطوع من الأول؛ لأنه لو عطف على قوله ﴿لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾ لأوهم أن إرسال الرسل لإرادة الإضلال، وهو خلاف المراد من الآية، وجوّز الزجاج النصب على وجه بعيد على أن اللام لام العاقبة؛ لأنه لما آل أمرهم إلى الضلال مع بيان الرسول لهم صار كأنه إنما أُرسل لذلك. انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٥٤، و"مشكل إعراب القرآن" ١/ ٤٤٥، و"البيان في غريب إعراب القرآن" ٢/ ٥٤، و"الإملاء" ٢/ ٦٦.
(٥) في (د): (سبق)، والنَّسق في اصطلاح النحويين هو: العطف. انظر: "المعجم المفصل في النحو العربي" ٢/ ١١٣.
(٦) (كان) ساقطة من (د).
(٧) المقصود بالمشاكلة: المماثلة. انظر. "اللسان" (شكل) ٤/ ٢٣١٠.
(٨) في (د): (سبقته).


الصفحة التالية
Icon