وقوله تعالى: ﴿فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ﴾ اختلفوا في تأويل هذه؛ فقال ابن مسعود: عضُّوا عليها غيظًا (١)، والمعنى: سَبُّوا (٢) الرسلَ وأبغضوهم وثقل عليهم مكانهم، وعضُّوا على أصابعهم من شدة الغيظ، وهذا معنى قول ابن عباس في رواية عطاء وابن زيد (٣) واختبار ابن قتيبة (٤)، واعتبروا هذا بقوله: ﴿وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ﴾ [آل عمران: ١١٩] وقد مرَّ، وقال الكلبي: أي وضعوا الأيدي على الأفواه إشارة إلى الرسل أن اسكتوا (٥).
ورُوي عن ابن عباس أنه قال: كان إذا جاءهم الرسول سكَّتوه وأشاروا بأيديهم إلى أفواه أنفسهم كما تُسَكِّت (٦) أنت غيرَك (٧). وقال

(١) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٣٤١ بنحوه، والطبري في "تفسيره" ١٣/ ١٨٨ بنصه ونحوه من طرق، وورد بنصه في "تفسيرالثعلبي" ٧/ ١٤٦ ب، و"الماوردي" ٣/ ١٢٤، وانظر: "تفسير البغوي" ٤/ ٣٣٨، و"ابن الجوزي" ٤/ ٣٤٨، و"الفخر الرازي" ١٩/ ٨٩، و"تفسير القرطبي" ٩/ ٣٤٥، و"الخازن" ٣/ ٧٢.
(٢) في (ش)، (ع): (شتموا).
(٣) أخرجه الطبري ١٣/ ١٨٨ - ١٨٩ عن ابن عباس من طريق العوفي (ضعيفة)، وعن ابن زيد، وورد في "تفسيرالثعلبي" ٧/ ١٤٦ ب، عن ابن عباس، انظر: "تفسير ابن عطية" ٨/ ٢٠٧، عنهما، القرطبي ٩/ ٣٤٥، عنهما، و"الدر المنثور" ٤/ ١٣٥، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن ابن عباس.
(٤) "الغريب" لابن قتيبة ص ٢٣٥.
(٥) ورد بنصه في "تفسيرالثعلبي" ٧/ ١٤٦ب، وتفسيره "الوسيط" تحقيق سيسي ١/ ٣٠٨، وانظر: "تفسير البغوي" ٤/ ٣٣٨، و"الفخر الرازي" ١٩/ ٨٩، و"الخازن" ٣/ ٧٢.
(٦) في (د): (سكت).
(٧) ورد في "معاني القرآن" اللفراء ٢/ ٦٩ بنحوه، وانظر: "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٣٤٨ بنحوه عن أبي صالح عن ابن عباس، وورد منسوباً إلى أبي صالح في: "تفسير =


الصفحة التالية
Icon