وقال قتادة والكلبي: هو ما يخرج من جلد الكافر ولحمه (١)، وتلخيص قوله: ﴿مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ﴾: من مائع سائل هو صديد، وقال أبو علي: تقديره: من ماء ذي صديد، قال: وهذا خلاف قوله. ﴿وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا﴾ (٢) [الإنسان: ٢١].
١٧ - قوله تعالى: ﴿يَتَجَرَّعُهُ﴾ قال: جَرعَ الماء واجْترعَه جَرعًا واجْتراعًا، فإذا تابع الجَرْع مرة بعد أُخرى كالمتكاره، قيل: تَجَرَّعه (٣)، فمعنى التَّجَرُّع: تناوْل المشروب جَرْعة جَرْعة على استمرار، وهو معنى قول ابن عباس: يريد بالكُرْه (٤).
وقوله تعالى: ﴿وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ﴾ ذكرنا معنى (كاد) عند قوله: ﴿يَكَادُ الْبَرْقُ﴾ [البقرة: ٢٠] ويقال: ساغ الشراب في الحلق، يَسُوْغُ سَوْغًا، وأساغه الله (٥).
وأنشد الفراء (٦):

(١) أخرجه عن قتادة: عبد الرزاق ٢/ ٣٤١ بنحوه، والطبري ١٣/ ١٩٥ بنحوه من طريقين، وورد في "تفسير الثعلبي" ٧/ ١٤٨ أبنصه عن قتادة، وانظر: "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٣٥٢، عن قتادة، وابن كثير ٢/ ٥٧٨، عن قتادة.
(٢) لم أقف على مصدره.
(٣) ورد في "تهذيب اللغة" (جرع) ١/ ٥٨٥ بنصه تقريباً، وانظر (جرع) في "المحيط في اللغة" ١/ ٢٥٠، و"التاج" ١١/ ٦١ - ٦٢.
(٤) ورد في تفسيره "الوسيط" تحقيق سيسي ١/ ٣١٤، بلفظه.
(٥) انظر: (سوغ) في "جمهرة اللغة" ٢/ ٨٤٦، و"تهذيب اللغة" ٢/ ١٥٩٧، و"مجمل اللغة" ٢/ ٤٧٨، و"مقاييس اللغة" ٣/ ١١٦، و"الصحاح" ٤/ ١٣٢٢، العباب الزاخر: [غ/ ص ٤٨]، و"اللسان" ٤/ ٢١٥٢.
(٦) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٣٢٠، بلا نسبة.


الصفحة التالية
Icon