في هذا التفسير إلى تقدير المضاف، كأن المعنى: وأفئدتهم ذات هواء؛ أي خالية.
٤٤ - قوله تعالى: ﴿وَأَنْذِرِ النَّاسَ﴾ هذا عطف على قوله: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا﴾ لأنه قد تمَّ وصف الكفار وحالهم عند البعث في القيامة، ثم عاد إلى خطاب النبيّ - ﷺ - وأمره بالإنذار فقال: ﴿وَأَنْذِرِ النَّاسَ﴾ قال ابن عباس: يعني أهل مكة (١)، قال: ولو أن أهل مكة اتبعوا النبي - ﷺ - ما اختلف عليه اثنان، قال: ويقال لو آمن الوليد بن المغيرة ما تخلَّف عن رسول الله - ﷺ - أحد.
وقوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ﴾ (يوم) مفعول به، والعامل فيه أنذرهم؛ كما يقول: خوّفه العقاب وخوّفه الهلاك، ولا يكون على الظرف؛ لأنه لم يؤمر بالإنذار في ذلك اليوم (٢).
وقوله تعالى: ﴿فَيَقُولُ﴾ عطف ﴿يَأْتِيهِمُ﴾؛ يعني: فيقولون في ذلك اليوم، ﴿الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ قال ابن عباس: يريد أشركوا (٣)، ﴿رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ﴾ استمْهَلوا مدةً يسيرة لكي يجيبوا الدعوة ويتبعوا الرسل، قال ابن عباس: يريدون الرجعة إلى الدنيا، وهذا معنى وليس

= الواحدي، وكلمة الأزهري صفة للقلب لا أنها علم، وهو محتمل.
(١) ورد في تفسيره "الوسيط" تحقيق سيسي ١/ ٣٣٥ بنصه، وانظر: "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٣٧٢، و"تفسير القرطبي" ٩/ ٣٧٨، والأولى حمل الآية على العموم، لعدم وجود مخصص.
(٢) انظر: "البيان في غريب الإعراب" ٢/ ٦١، و"الإملاء" ٢/ ٧٠، و"الفريد في الإعراب" ٣/ ١٧٤.
(٣) انظر: "تنوير المقباس" ص ٢٧٤، بلفظه، وورد غير منسوب في "تفسير السمرقندي" ٢/ ٢١٠، والبغوي ٤/ ٣٥٨، وابن الجوزي ٤/ ٣٧٢.


الصفحة التالية
Icon