تفسير سورة الحجر

بسم الله الرحمن الرحيم

١ - قوله -عز وجل-: ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ﴾ ذكرنا الكلام في هذا مستقصى في أول سورة يوسف ويونس، وكذلك في سورة الرعد. وذكرنا في سورة الرعد أن الكِتَاب هناك يجوز أن يريد به التوراة، ويجوز أن يريد به القرآن، وهاهنا أيضاً يجوز فيه الوجهان؛ أحدهما: أن يراد بالكتاب الذي كان قبل القرآن من التوراة والإنجيل، ثم عطف عليه القرآن، قال صاحب النظم: تقدير هذه الآية في الكلام: زيدٌ هذا صاحب الفرس وحمارٍ تارةً (١)، وهذا معنى قول مجاهد وقتادة (٢).
وقال آخرون: الْكِتَابِ هو القرآن (٣)، وجمع بين الوصفين لما فيهما
(١) المثبت من (ش)، (ع)، وفي (أ)، (د): (فاده)، وهذا المثال صحيح من الناحية النحوية، لكنه لا يليق التمثيل به في هذا الموضع، ولو قال: هذا زيدٌ صاحب الكتاب وقلمٍ تارةً، لكان أليق بالمقام.
(٢) أخرجه الطبري ١٤/ ١ عنهما من طريقين، وورد في "تفسير الطوسي" ٦/ ٣١٧ عنهما، وانظر: "تفسير ابن عطية" ٧/ ٢٧٦، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ١٧١ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة، ولم أجده في "تفسير مجاهد".
(٣) ورد في "تفسير الماوردي" ٣/ ١٤٧، والطوسي ٦/ ٣١٧، و"تفسير ابن عطية" ٧/ ٢٧٦، والفخر الرازي ١٩/ ١٥١، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ٢، والخازن ٣/ ٨٨.


الصفحة التالية
Icon