من الروح، المعنى: ﴿يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ﴾ بأن أنذروا (١).
والمعنى: أنذروا أهل الكفر بأنه لا إله إلا أنا، أي مروهم بتوحيدي وأن لا يشركوا بي شيئًا (٢)، والخطاب للنَّبِيّين المعنيين بقوله: ﴿مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾، وهذا يدل أن معنى الروح هاهنا الوحي، إذا بُدّل منه الإنذار، ومعنى إنذارِهم بأنه لا إله إلا هو إعلامهم بذلك مع تخويفهم لو لم يقروا، ثم ذكر ما يدل على توحيده، فقال:
٣ - ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾ ومعنى هذا مذكور في قوله: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقّ﴾ [الأنعام: ٧٣].
وقوله تعالى: ﴿عَمَّا يشركِوُنَ﴾ ذكرنا معناه آنفًا (٣).
٤ - وقوله تعالى: ﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ﴾، قال أبو إسحاق: اختصر هاهنا، وذكر تقلبَ أحوال الإنسان في غير مكان من القرآن (٤).
قال ابن عباس: يريد إني خلقت، قال المفسرون: نزلت هذه الآية والتي في آخر سورة يس: ﴿أوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ﴾ [يس: ٧٧] في قصة أُبي بن خلف وإنكاره البعث (٥).

(١) هذا المقطع ليس في معانيه، فلعله ساقط من النسخة المتداولة، بدليل أن النحاس قد نسبه إليه في إعرابه ٢/ ٣٩١، وقال بهذا مكي في "مشكل الإعراب" ٢/ ١٢، والزمخشري في "تفسيره" ٢/ ٣٢١، وابن الأنباري في "البيان في غريب الإعراب" ٢/ ٧٥، و"المنتجب في الفريد" ٣/ ٢١٤.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٩٠، بنصه.
(٣) في سورة الأعراف: الآية [١٩٠].
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٩٠، بنصه.
(٥) ورد في "تفسير مقاتل" ١/ ٢٠٠ أ، والسمرقندي ٢/ ٢٢٨، والثعلبي ٢/ ١٥٤ أ، و"تفسير الماوردي" ٣/ ١٧٩، عن الكلبي، وأورده المؤلف في "أسباب النزول" =


الصفحة التالية
Icon