وروي عن ابن عباس أنه قال: نزلت هذه الآية في نصارى نجران حين قالوا: عيسى ابن مريم ابن الله (١).
قال الفراء: فهذا مثل ضربه الله للذين قالوا: إن عيسى ابنه، فقال: أنتم لا تُشركون عبيدكم فيما ملكتم، فتكونون سواءً فيه، فكيف جعلتم عَبْدَه شريكًا له تعالى (٢)، وتلخيص معنى الآية، أنه يقول: إنكم كلكم (من بني آدم وأنتم بينكم فيما ملكت أيمانكم، وأنتم (٣) كلكم) (٤) بشر، فكيف تشركون بين الله وبين الأصنام وأنتم لا ترضون لأنفسكم فيمن هو مثلكم بالشركة.
وقوله تعالى: ﴿أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ يَجْحَدُونَ﴾ قرأه العامة: يجحدون بالياء (٥)؛ لأنه يراد به غير المسلمين، والمسلمون لا يخاطبون بجحدهم نعمة الله، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر بالتاء (٦)؛ على تقدير: قل لهم: أفبنعمة الله -بهذه الأشياء التي تقدم اقتصاصها- تجحدون بالإشراك به.
(٢) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١١٠، بنصه.
(٣) (أنتم): ساقطة من (ش).
(٤) ما بين القوسين ساقط من (ع)، وهو أشبه بكلام معترض، ويستقيم الكلام بدونه، بل بدونه أوضح.
(٥) انظر: "السبعة" ص ٣٧٤، "إعراب القراءات السبع وعللها" ١/ ٣٥٨، و"علل القراءات" ١/ ٣٠٨، و"الحجة للقراء" ٥/ ٧٦، و"المبسوط في القراءات" ص ٢٢٥، و"شرح الهداية" ٢/ ٣٨١، و"التيسير" ص ١٣٨.
(٦) انظر: المصادر السابقة.