بإعراضهم عنك، وقيل: على قتلى (١) أُحد؛ فإنهم أفضوا إلى رحمة الله وكرامته (٢).
وقوله: ﴿وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُون﴾، قراءة العامة بفتح الضاد (٣)، واختاره أبو عبيد، وقال: لأن الضِّيق بالكسر في قلة المعاش والمساكن، وما كان في القلب فإنه الضَّيْق (٤).
وقال أبو عمرو: الضَّيْق، بفتح الضاد: الغَمُّ، والضِّيق، بالكسر: الشدة (٥)، ونحو هذا قال الفراء: الضَّيْق: ما ضاق عنه صدرك، والضَّيق: ما يكون في الذي يتسع؛ مثل الدار والثوب وأشباه ذلك (٦).
وقال أبو عبيدة: ضَيْق تخفيف ضَيِّق، مثل مَيِّت، يقال: أمر ضَيْق وضَيّق (٧).
وقال أبو الحسن الأخفش: الضيق: مصدر ضاق يضيق ضَيْقًا،

(١) في جميع النسخ: (قتل)، والصحيح المثبت.
(٢) انظر: "تفسير ابن عطية" ٨/ ٥٥٠، وصوب الأول؛ وعليه يكون عود الضمائر على جهة واحدة، وذكر كذلك ابن الجوزي ٤/ ٥٠٨، الوجهين، ونسب الأول لابن عباس، وعزا الثاني للواحدي.
(٣) انظر: "السبعة" ص ٣٧٦، و"علل القراءات" ١/ ٣١٠، و"الحجة للقراء" ٥/ ٨٠، و"المبسوط في القراءات" ص ٢٢٦، و"الكشف عن وجوه القراءات" ٢/ ٤١، و"التيسير" ص ١٣٩، و"تلخيص العبارات" ص ١١١، و"المُوضح في وجوه القراءات" ٢/ ٧٤٦.
(٤) ورد في "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٦٧ أ، بنصه تقريبًا، وانظر: "تفسير الخازن" ٣/ ١٤٤.
(٥) ورد في "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٦٧ أ، بنصه، وفي "علل القراءات" ١/ ٣١١، عن أبي عمرو: والضَّيق الشيء الضَّيِّق، والضِّيق المصدر.
(٦) "معاني القرآن" ٢/ ١٥٥، بنصه، وانظر: "تهذيب اللغة" (ضيق) ٣/ ٢٠٨٢، بنصه.
(٧) "مجاز القرآن" ١/ ٣٦٩، بنحوه، وهو قول ابن قتيبة كذلك. انظر: "الغريب" لابن قتيبة ص ٢٤٩.


الصفحة التالية
Icon