فارس، يتحسسون أخبارهم ويسمعون حديثهم، معهم بختنصر فوعى (١) حديثهم من بين أصحابه، ثم رجعت إلى فارس ولم يكن قتال، ونُصر عليهم بنو إسرائيل، فهذه وعد الأولى، وهذا قول ابن عباس في رواية سعيد بن جبير (٢).
وقوله تعالى: ﴿فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ﴾ قال الليث: الجوس والجوسان: التردد خلال الدور والبيوت في الغارة ونحو ذلك (٣)، ومعنى جاسوا: ترددوا وتخللوا (٤).
وقوله تعالى: ﴿خِلَالَ الدِّيَارِ﴾ يعني ديار بيت المقدس، والخلال: الانفراج بين الشيئين (٥) واختلفت العبارات في تفسير جاسوا؛ فقال ابن أبي طلحة عن ابن عباس يقول: مشوا (٦).

(١) في (د): (مرفوعًا).
(٢) "تفسير مجاهد" ص ٤٢٨ وعبارته مضطربة ومخالفة لجميع المصادر، وأخرجه "الطبري" ١٥/ ٣٠ بنصه عن مجاهد من ثلاثة طرق، انظر: "تفسير القرطبي" ١٠/ ٢١٥، و"الدر المنثور" ٤/ ٢٩٩ وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد، ولم أقف عليه منسوبًا إلى ابن عباس.
(٣) ورد في "تهذيب اللغة" (جاس) ١/ ٥٢١ بنصه تقريبًا.
(٤) انظر: (جوس) في "تهذيب اللغة" ١/ ٥٢١، و"المحيط في اللغة" ٧/ ١٤٦، و"مجمل اللغة" ١/ ٢٠٣، و"الصحاح" ٣/ ٩١٥، و"اللسان" ٢/ ٧٢٦ "جوس".
(٥) انظر: "المحيط في اللغة" (خل) ٤/ ١٧٥، و"مجمل اللغة" ١/ ٢٧٦، و"الصحاح" (خلل) ٤/ ١٦٨٧، و"المحكم" (خلل) ٤/ ٣٧١، و"اللسان" ٢/ ١٢٤٩.
(٦) في جميع النسخ: (فتشوا)، والتصويب من المصادر؛ فقد أخرجه "الطبري" ١٥/ ٢٧ - ٢٨ بلفظه من الطريق نفسه، وورد في "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ١٢٣ بلفظه، و"تفسير الثعلبي" ٧/ ١٠٤ أبلفظه، و"الماوردي" ٣/ ٢٢٩ بلفظه، وانظر: "تفسير ابن الجوزي" ٥/ ٩، و"القرطبي" ١٠/ ٢١٦، و"الدر المنثور" ٤/ ٢٩٩، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم


الصفحة التالية
Icon