سِمَاك (١) عن عكرمة وعمر بن ثابت (٢) عن أبيه عن سعيد بن جبير، والعرب: تقول أَمِر القومُ إذا كثروا، وأمرهم اللهُ، أي: كَثَّرَهم، وآمَرَهم أيضًا بالمد (٣).
روى الجَرْميُّ (٤) عن أبي زيد: أمِرَ اللهُ القومَ وآمرهم أي كَثَّرَهم، قال: مِثلُ نَضَّرَ اللهُ وجهه وأنضره، ومثل أَمِرَ القوم وأمَرَهم غيرُهم، ورَجَعَ ورَجَعْتُه، وسَلَكَ وسَلَكْتُه، قال الله تعالى: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ﴾ [المدثر: ٤٢]، وشَتِرتْ (٥) عَيْنُه وشَتَرْتُهَا (٦).

(١) سِمَاك بن حرب بن أوس الهُذلي الكوفي، أبو المغيرة، تابعي أدرك ثمانين رجلاً من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، صدوق صالح من أوعية العلم، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وتغير بأخرة، مات سنة (١٢٣ هـ) انظر: "الجرح والتعديل" ٤/ ٢٧٩، و"ميزان الاعتدال" ٢/ ٤٢٢، و"الكاشف" ١/ ٤٦٥ (٢١٤١)، و"تقريب التهذيب" ص ٢٥٥ (٢٦٢٤).
(٢) عمر بن ثابت الأنصاري الخزرجي، ثقة، سمع أبا أيوب الأنصاري -رضي الله عنه-، وروي عنه الزهري ومالك بن أنس. انظر: "الجرح والتعديل" ٦/ ١٠١، و"الكاشف" ٢/ ٥٦، و"تقريب التهذيب" ص ٤١٠ (٤٨٧٠).
(٣) ورد بنحوه في "غريب الحديث" ١/ ٢٠٨، و"تهذيب اللغة" (أمر) ١/ ١٩٦، و"الحجة للقراء" ٥/ ٩٢.
(٤) أبو عمر، صالح بن إسحاق الجَرْميّ البصري، مولى جَرْم بن زَبّان؛ من قبائل اليمن، إمام في النحو، ناظر الفراء ببغداد، أخذ عن الأخفش وغيره، ولقي يونس وأخذ عن أبي زيد اللغة، وعن أبي عبيدة والأصمعي. انظر، "أخبار النحويين البصريين" ص ٨٤، و"نزهة الألباء" ص ١١٤، و"البلغة" ص ١١٣، و"البغية" ٢/ ٨.
(٥) الشَّتَرُ: انقلاب في جفن العين قلّما يكون خلقةً. انظر: "اللسان" (شتر) ٤/ ٢١٩٣.
(٦) ورد في "الحجة للقراء" ٥/ ٩٢، عن الجرمي مختصرًا، و"المحتسَب" ٢/ ١٧، عن أبي زيد مختصرًا، والمقصود بهذه الأمثلة، التدليل على أن بعض الأفعال يعدى بالهمزة، وبعضها -الذي من باب فَعِل بكسر العين- يتعدى بفتح العين والمعنى واحد. انظر: "المُوضح في القراءات" ٢/ ٧٥٢، و"تفسير الطوسي" ٦/ ٤٦١.


الصفحة التالية
Icon