الربح من فضل الله.
١٥ - قوله تعالى: ﴿وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ﴾ يريد جبالًا ثابتة، ﴿أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴾ يعني لئلا تميد على قول الكوفيين، وكراهة أن تميد على قول البصريين، وذكرنا هذا عند قوله: ﴿يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا﴾ [النساء: ١٧٦]، والميد: الحركة والاضطراب يمينًا وشمالاً، ماد يميد ميدًا (١)، قال ابن عباس: يريد أُوَتّدُها بالجبال لئلا تميد بأهلها.
وقوله تعالى: ﴿وَأَنْهَارًا﴾ قال يريد: النِّيل (٢) والفُرات ودِجلة (٣) وسَيْحَان (٤) وجَيْحَان (٥)، ونصب: ﴿وَأَنْهَارًا﴾ بتقدير: وجعل، ودَلَّ: ألقى

(١) انظر: (ميد) في "جمهرة اللغة" ٢/ ٦٨٥، و"المحيط في اللغة" ٩/ ٣٨٣، و"مجمل اللغة" ٢/ ٨٢٠، و"عمدة الحفاظ" ٤/ ١٥٠.
(٢) النِّيل: بكسر أوله، نهر مشهور بأفريقيا وبمصر خاصة، يعد ثاني أنهار العالم طولاً، يبلغ طوله (٦٥٠٠) كلم، ينبع من بحيرتي فكتوريه وثانا ويصب في المتوسط، ويمر بعدة دول، هي: كينيا وأوغنده وأثيوبيا والسودان ومصر، ويتفرع في عدة جداول فيها. انظر: "الروض المعطار" ص ٥٨٦، و"معجم البلدان" ٥/ ٣٣٤، و"أطلس العالم الصحيح" ص ١٢١.
(٣) دجِلة والفُرات: من الأنهر المشهورة، ينبعان من هضبة أرمينية، ويمران بعدة دول، هي: أرمينية وتركية والعراق وسورية، ويجتمعان في شط العرب جنوب العراق ويصبان في الخليج العربي. انظر: "الروض المعطار" ص ٤٣٩، و"معجم البلدان" ٤/ ٢٤١، و"أطلس تاريخ الإسلام" ص ١١٤، و"أطلس العالم الصحيح" ص ٦٨.
(٤) سَيْحان: نهر كبير بالثغور من نواحي المصيصة [منطقة جنوب تركيا]، وهو نهر أذنة [أضنة] بين أنطاكية والروم [تركيا]، يمر بأذنة ثم ينفصل عنها نحو ستة أميال فيصب في بحر الروم [البحر المتوسط] وهو غير سيحون، وذكر صاحب الروض المعطار أنه واحد. انظر: "الروض المعطار" ص ٣٣٣، و "معجم البلدان" ٣/ ٢٩٣، و"أطلس تاريخ الإسلام" ص ١٤٢، و"أطلس العالم" ص ٣٩.
(٥) جَيْحَان: نهر عظيم بالمصيصة بالثغر الشامي [جنوب تركيا]، ومخرجه من بلاد =


الصفحة التالية
Icon