المفسرين (١)، وانتصابه على أنه معطوف بالعطف على الصلاة في قوله: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ﴾ قاله الفراء (٢) والزجاج، قال الزجاج: أي: وأقم قرآن الفجر، قال: وفي هذا الموضع فائدة عظيمة؛ تدل على أن الصلاة لا تكون إلا بقراءة؛ لأنه قال: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ﴾، وأقم قرآن الفجر، فأمر أن يقيم الصلاة بالقراءة، حيث سميت الصلاة قرآنًا، فلا تكون صلاةٌ إلا بقراءة؛ انتهى كلامه (٣).
وقوله تعالى: ﴿إنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِكَانَ مَشْهُودًا﴾، كلهم قالوا: صلاة الفجر تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار (٤).
وروى أبو هريرة أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح"، ثم يقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: ﴿قُرْآنَ الْفَجْرِ﴾ الآية. (٥)

(١) "تفسير مجاهد" ص ٣٦٨ بنصه، وأخرجه "الطبري" ١٥/ ١٣٩ - ١٤٠، عنهم - عدا مسروق، أورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٣٥٥ وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد.
(٢) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٢٩، بمعناه.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٥٥، بنصه.
(٤) انظر: "تفسير الطبري" ١٥/ ١٣٩، و"ابن عطية" ٩/ ١٦٦.
(٥) وطرف الحديث: "فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة، وتجتمع ملائكة الليل.. " الحديث، أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" ١/ ٥٢٢ بنصه، وأحمد ٢/ ٤٧٤، بنحوه، والبخاري (٤٧١٧) كتاب: التفسير، سورة الإسراء، باب: قوله ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ...﴾ بنصه، ومسلم (٦٤٩/ ٢٤٦) كتاب: المساجد، فضل الجماعة، وابن ماجه (٦٧٠) كتاب: مواقيت الصلاة؛، وقت الصلاة الفجر، بنحوه، والترمذي (٣١٣٥) كتاب: التفسير، الإسراء، بنحوه وقال: حسن صحيح، والنسائي: الصلاة، فضل الصلاة الجماعة =


الصفحة التالية
Icon