وقال الأصمعي: (يقول: إنما هو الوجد بالفتح) (١).
وأصل معنى البَخْع: الجهد، يقال: بَخَعْت لك نفسي، أي جهدتها، ذكره الفراء، والأخفش (٢). وفي حديث عائشة: (أنها ذكرت عمر فقالت: بَخَعَ الأرض) (٣). أي: جهدها حتى أخرج ما فيها من أموال الملوك.
وقال الكسائي: (بَخَعْتُ الأرض بالزراعة، إذا أنهكتها وتابعت (٤) حراثتها، ولم تجمَّها عامًا، وبَخَعَ الوجدُ نفسه إذا أنهكها، وأنشد بيت ذي الرمة) (٥). وعلى هذا معنى: ﴿بَاخِعٌ نَفْسَكَ﴾ أي: ناهكها، وجاهدها حتى تهلكها، ولكن أهل التأويل كلهم قالوا: قاتل نفسك ومهلكها؛ والأصل هو ما ذكرنا (٦).
وقوله تعالى: ﴿عَلَى آثَارِهِمْ﴾ قال الزجاج: (أي من بعدهم) (٧). وهذا كلام العرب يقولون: مات فلان واحدًا على أثر فلان، أي: بعده، وأصل هذا من التأثير، والأثر الذي هو العلامة، وذلك أنهم يقولون: خرجت في أثر فلان، وجئت على أثره، يعنون بعده، كأنهم يريدون أثر سلوكه
(٢)) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٣٤، و"تهذيب اللغة" (بخع) ١/ ٢٨٥.
(٣) انظر: "النهاية في غريب الحديث" ١/ ١٠٢، و"التفسير الكبير" ٢١/ ٧٩، و"تهذيب اللغة" (بخع) ١/ ٢٨٥.
(٤) في نسخة (ص): (بايعت)، وهو تصحيف.
(٥) "تهذيب اللغة" (بخع) ١/ ٢٨٥، و"الدر المصون" ٧/ ٤٤٢.
(٦) انظر: "تهذيب اللغة" (بخع) ١/ ٢٨٥، و"مقاييس اللغة"، (بخع) ١/ ٢٠٦، و"لسان العرب" (بخع) ١/ ٢٢٢، و"القاموس المحيط" (بخع) ص ٧٠٢، و"الصحاح" (بخع) ٣/ ١١٨٣، و"المفردات في غريب القرآن" (بخع) ص ٣٨.
(٧) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٢٦٨.