ووجدوا إخوانهم أيقاظا
ومثله: نَجْدٌ، نُجد، وأَنْجاد.
وقوله تعالى: ﴿وَهُمْ رُقُودٌ﴾ أي: نائمون، وهو مصدر سمِّي به، كما يقال: قوم ركوع، وقعود، وسجود، يوصف الجميع بالمصدر (١)، ومن قال: إنه جمع راقد، فقد أبعد؛ لأنه لم يجمع فاعل على فعول (٢).
(وإنما يحسبون أيقاظًا؛ لأن أعينهم مفتحة وهم نيام) (٣)؛ قاله الكلبي. وحكى أبو إسحاق: (لكثرة تقلبهم، يظن أنهم غير نيام. قال: ويدل على هذا قوله: ﴿وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ﴾) (٤)، وعلى هذا يجب أن يكثر تقلبهم.
قال قتادة: (ذكر لنا أن أبا عياض (٥) قال: كان لهم في كل عام

(١) "القرطبي" ١٠/ ٣٧٠، و"التفسير الكبير" ١١/ ١٠١، و"روح المعاني" ١٥/ ٢٢٤.
(٢) "معالم التنزيل" ٥/ ١٥٧، و"الدر المصون" ٧/ ٤٦٠، وقال القاسمي في "تفسيره" ١٠/ ٤٠٣٢: وما قيل أنه مصدر أطلق على الفاعل واستوى فيه القليل والكثير كركوع وقعود؛ لأن فاعلا لا يجمع على فعول، مردود بما نص عليه النحاة كما صرح به في المفصل والتسهيل.
(٣) "النكت والعيون" ٣/ ٢٩١، و"معالم التنزيل" ٥/ ١٥٨، و"الكشاف" ٢/ ٣٨٣، و"المحرر الوجيز" ٩/ ٢٥٩، وقال الألوسي في "تفسيره" ١٥/ ٢٢٤: ولو صح فتح أعينهم بسند يقطع العذر كان أبين في هذا الحسبان.
(٤) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٢٧٤.
(٥) عمرو بن الأسود العنسي، الهمداني، الدمشقي، الدارني، أبو عياض، مخضرم، من كبار التابعين، أخرج له الستة، وكان من زهاد الشام الكبار، روى عن عمر وجماعة من الصحابة -رضي الله عنهم-، وروى عنه عدد من التابعين، توفى -رحمه الله- في خافة معاوية -رضي الله عنه-. انظر: "طبقات ابن سعد" ٧/ ١٥٣، و"الجرح والتعديل" ٣/ ٢٢٠، و"الحلية" لأبي نعيم ٥/ ١٥٥، و"تهذيب التهذيب" ٨/ ٤.


الصفحة التالية
Icon