وقوله تعالى: ﴿رَجْمًا بِالْغَيْبِ﴾ الرجم: القول بالظن والحَدْس (١).
ومنه قول زهير (٢):
وما هو عنها بالحديث المرجَّم
وذلك أنه رمى الظن إلى ذلك الشيء. قال أبو إسحاق: (أي تقولون ذلك رجما، أي ظنًّا وتخرصًا) (٣). ومعنى قول المفسرين: ظنًّا من غير يقين.
وقوله تعالى: ﴿بِالْغَيْبِ﴾ الباء هاهنا ظرف للرجم، والتأويل: يرجمون القول فيهم بالغيبة عنهم، وتلخيصه: بالمكان الغائب عنهم، كما تقول: هو يحسن القول فيك بالغيب، ويظهر الغيب، والمعنى: أنهم يقولون هذا القول من غير مشاهدة.
وقوله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ﴾ قال ابن عباس: (حين وقعت الواو وانقطعت العدة) (٤)؛ يريد أنهم سبعة وثامنهم كلبهم، وإلى هذا المعنى أشار أبو إسحاق فقال: (وقد يجوز أن يكون الواو
(١) الحَدَس: التوهم في معاني الكلام والأمور. انظر: "تهذيب اللغة" (حدس) ١/ ٧٦٤، و"مقاييس اللغة" (حدس) ٢/ ٣٣، و"القاموس المحيط" (الحدس) ص ٥٣٧، و"الصحاح" (حدس) ٣/ ٩١٥، و"لسان العرب" (حدس) ٢/ ٨٠٥.
(٢) هذا عجز بيت لزهير بن أبي سلمى. وصدره:
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم
انظر: "ديوانه" ص ٨١، و"تهذيب اللغة" (رجم) ٢/ ١٣٧٥، و"شرح القصائد العشر" للتبريزي ص١٤٠، و"خزانة الأدب" ٣/ ١٠، و"لسان العرب" (رجم) ٣/ ١٦٠٢، و"همع الهوامع" ٢/ ٩٢، و"الدر المصون" ٧/ ٤٦٧.
(٣) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٢٧٧.
(٤) "الكشاف" ٢/ ٣٨٥، و"روح المعاني" ١٥/ ٢٤٢.
(٢) هذا عجز بيت لزهير بن أبي سلمى. وصدره:
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم
انظر: "ديوانه" ص ٨١، و"تهذيب اللغة" (رجم) ٢/ ١٣٧٥، و"شرح القصائد العشر" للتبريزي ص١٤٠، و"خزانة الأدب" ٣/ ١٠، و"لسان العرب" (رجم) ٣/ ١٦٠٢، و"همع الهوامع" ٢/ ٩٢، و"الدر المصون" ٧/ ٤٦٧.
(٣) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٢٧٧.
(٤) "الكشاف" ٢/ ٣٨٥، و"روح المعاني" ١٥/ ٢٤٢.