واختلفوا في قوله: ﴿فَيَكُونُ﴾، فقرأه أكثرُ القراء بالرفع (١) على: (فهو يكون)، قال الفراء: الرفع على أن تجعل ﴿أَنْ نَقُولَ لَهُ﴾ كلامًا تامًّا يخبر بأنه سيكون؛ كما تقول للرجل: إنّما يكفيه أن آمره، فيفعلُ بعد ذلك ما يؤمر (٢)، برفع فيفعلُ؛ على معنى فهو يفعل وسيفعل، وقرأ ابن عامر والكسائي: ﴿فَيَكُونُ﴾ نصبًا (٣)، عطفًا على ﴿أَنْ نَقُولَ﴾، المعنى: أن نقول فيكون، هذا قول جميع النحويين (٤).
قال الزجاج: ويجوز أن يكون نصبًا على جواب كن (٥).
قال أبو علي: هذا الوجه الذي أجازه من النصب في يكون لم يجزه أحد من أصحابنا غيرُه، ولم أعلم لغيره إجازةً له على هذا الوجه، ووجدت الكسائي يقول: إنه سمعه من العرب أكثر من خمسين مرة بالنصب، وما علمته حَمَل ذلك على أنه جواب، ولكن على (أنْ)، وحَمْلُه على الجواب
(٢) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٠٠، بتصرف يسير.
(٣) انظر: "السبعة" ص ٣٧٣، و"إعراب القراءات السبع وعللها" ١/ ٣٥٤، و"الحجة للقراء" ٥/ ٦٥، و"المبسوط في القراءات" ص ٢٢٤، و"المُوضح في وجوه القراءات" ٢/ ٧٣٦.
(٤) ورد في "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٩٨، و"تفسير الطبري" ١٤/ ١٠٦، و"إعراب القرآن" للنحاس ٢/ ٢١٠، و"الحجة للقراء" ٥/ ٦٥، و"مشكل إعراب القرآن" ٢/ ١٤، وانظر: "الإملاء" ٢/ ٨١، و"الفريد في إعراب القرآن" ٣/ ٢٢٨.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٩٨، بنصه.