كما أتبع سببا) (١). والقول ما قاله أبو إسحاق؛ لأن التشبيه بالكاف يجب أن يرجع إلى أقرب المذكور إليه، والأقرب وجود القوم لا البلوغ والإتباع.
وقوله تعالى: ﴿وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا﴾ قال مقاتل: (وقد أحطنا بما قبله علما) (٢). أي: علمنا ما كان عنده من الجيوش والعدة. وهذا معنى قول ابن عباس؛ لأنه يقول: (يقول الله سبحانه: مكنته (٣) وملكته) (٤). يعني أنا أعطيته ما كان عنده، وإذا كان عطاؤه كان معلومه.
٩٢ - ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا﴾ ثالثًا، مما يبلغه قطرا من أقطار الأرض.
٩٣ - قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ﴾ قرئ: بالفتح، والضم (٥). قال أبو عبيدة: السُّد مضموم إذا كان مخلوقًا من فعل الله تعالى، فإن كان من فعل الآدميين فهو سَدّ مفتوح) (٦). وهذا قول عكرمة (٧)، والأخفش (٨).

(١) "جامع البيان" ١٦/ ١٤، "زاد المسير" ٥/ ١٨٨ - ١٨٩، "البحر المحيط" ٦/ ١٦١.
(٢) "بحر العلوم" ٢/ ٣١١.
(٣) في (ص): (مكية)، وهو تصحيف.
(٤) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: "جامع البيان" ١٦/ ١٥، "بحر العلوم" ٢/ ٣١٢، "النكت والعيون" ٣/ ٣٤٢، "المحرر الوجيز" ٩/ ٣٩٩، "الجامع لأحكام القرآن" ١٦/ ١٩.
(٥) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم: ﴿بَيْنَ السَّدَّيْنِ﴾ بفتح السين. وقرأ ابن عامر، ونافع، وحمزة، والكسائي، وعاصم في رواية أبي بكر ﴿بين السُّدين﴾ بضم السين.
انظر: "السبعة" ص ٣٩٩، "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٧١، "المبسوط في القراءات" ص ٢٣٧، "التبصرة" ص ٢٥١.
(٦) "مجاز القرآن" ١/ ٤١٤، "تهذيب اللغة" (سد) ٢/ ١٦٥٥.
(٧) "جامع البيان" ١٦/ ١٥، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٠١، "زاد المسير" ٥/ ١٨٩ - ١٩٠.
(٨) ذكره الأزهري في "تهذيب اللغة" (سد) ٢/ ١٦٥٥.


الصفحة التالية
Icon