وقال أبو إسحاق: (قال أكثر أهل اللغة: إنها حروف التَّهَجِّي تدل على الابتداء بالسورة) (١) (٢).
وقُرئ: ها، يا، بالتفخيم والإمالة (٣). قال أبو علي: (إمالة هذه

(١) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣١٧.
(٢) قال الطبري في "تفسيره" ١/ ٩٣: والصواب من القول عندي في تأويل مفاتيح السور التي هي حروف المعجم: أن الله ثناؤه جعلها حروف مقطعة ولم يصل بعضها ببعض فيجعلها كسائر الكلام المتصل الحروف؛ لأنه عن ذكره أراد بلفظه الدلالة بكل حرف منه على معان كثيرة لا على معنى واحد. وقال ابن كثير في "تفسيره" ١/ ٤٠: إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانا لإعجاز القرآن وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعه التي يتخاطبون بها.
وقال الشوكاني في "تفسيره" ٣/ ٣٦٤: وكما وقع الخلاف في هذا وأمثاله بين الصحابة وقع بين من بعدهم ولم يصح مرفوعًا في ذلك شيء، ومن روي عنه من الصحابة في ذلك شيء فقد روي عن غيره ما يخالفه، وقد يروى عن الصحابي نفسه التفاسير المتخالفه المتناقضة في هذه الفواتح فلا يقوم شيء من ذلك حجة، بل الحق الوقف ورد العلم في مثيلها إلى الله سبحانه.
انظر: "المحرر الوجيز" ١/ ١٣٨، "الجامع لأحكام القرآن" ١/ ١٥٤، "التفسير الكبير" ٢/ ٥، "التحرير والتنوير"١/ ٩٤، " أضواء البيان" ٤/ ٣٩٩، "مشكل القرآن" لابن قتيبة ٢٩٩.
(٣) قرأ: أبو بكر عن عاصم، والكسائي: (كهيعص) بإمالة الهاء والياء. وقرأ: أبو عمرو البصري: (كهيعص) بإمالة الهاء وفتح الياء. وقرأ: ابن عمر، وحمزة: (كهيعص) بإمالة الياء وفتح الهاء. وقرأ: نافع المدني: (كهيعص) بين اللفظين فيهما، وذكر عنه الفتح. وقرأ: ابن كثير المكي، وحفص عن عاصم: (كهيعص) بفتحهما وتبيين الدال. انظر: "السبعة" ص ٤٠٦، "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٨٤، "المبسوط في القراءات" ص ٢٤٢، "حجة القراءات" ص ٤٣٧، "التبصرة" ص ٢٥٥.


الصفحة التالية
Icon