أقدر على مجامعة النساء) (١). وهذا راجع إلى ما ذكرنا من معنى اليبوسة.
وروى عمرو بن ميمون: (أن نافع بن الأزرق سأل ابن عباس فقال: أخبرني عن قول الله -عز وجل-: ﴿وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا﴾ ما العتي؟ قال: اليبوس من الكبر) (٢).
وقرأ القراء: عُتِيا بالضم، وعِتيا بالكسر (٣). وكذلك: (صليا) [مريم: ٧٠]، (بكيا) [مريم: ٥٨]، (جثيا) [مريم: ٦٨]، والأصل في هذا أن ما كان من فُعُول جمعا من المعتل اللام، فاللام إذا كانت واوا لزمه القلب على الإطراد إلى الياء، ثم تقلب واو فُعول إلى الياء لادغامها في الياء، وتكسر عين الفعل كما كسرت في مرمي ونحوه، وذلك نحو: حَقْو وحُقِي، ودَلْو ودُلِي، وعَصَا وعُصِي، وصَفَا وصَفِي، وكسر الفاء مطرد في هذا نحو: دِلِي، وحِقِي، وعِصِي، وجاز ذلك؛ لأنها غيرت تغيرين وهما: أن الواو التي هي لام قلبت، والواو التي كانت قبلها قلبت أيضا، فلما غيرت تغيرين قويا على هذا التغيير من كسر الفاء هذا في الجمع، فأما ما كان من ذلك مصدرا فالقياس فيه أن يصح نحو: العُتْو والقُلُو؛ لأن واوه لم يلزمها الإنقلاب كما لزمها في الجمع، ولكن لما كانوا قد قلبوا الواو من هذا
(٢) ذكر بلا نسبة في "بحر العلوم" ٢/ ٣١٩، "النكت والعيون" ٣/ ٣٥٧، "الكشف والبيان" ٣/ ٣ أ.
(٣) قرأ: ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وعاصم في رواية أبي بكر، وابن عامر: (عُتيا) بالضم، وقرأ: حمزة، والكسائي، وحفصر عن عاصم: (عتيا) بالكسر.
انظر: "السبعة" ص ٤٠٧، "الحجة للاقراء السبعة" ٥/ ١٩٢، "المبسوط في القراءات" ص ٢٤٢، "التبصرة" ص ٢٥٥.