أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ} حبس لسانه عقوبة لما سأل الله الآية بعد ما شافهته الملائكة بالبشارة، وكان لا يفيض بكلمة إنما يومئ إيماء) (١). ﴿قَالَ آيَتُكَ﴾ أي قال الله علامتك على خلق الولد لذلك ﴿أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ﴾، أي: تمنع الكلام فلا تقدر عليه ﴿ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا﴾ صحيحًا من غير ما بأس ولا خرس. قال مجاهد: (أي لا يمنعك مرض) (٢). و ﴿سَوِيًّا﴾ هو منصوب على اقال. قال ابن الأنباري: (ويجوز أن يكون ﴿سَوِيًّا﴾ نعت مصدر محذوف على معنى أن لا يكلم الناس تكليمًا سويًا، يصحح هذا أنه كان يشير في الليالي الثلاث ولا يتكلم تكلما صحيحا) (٣).
١١ - قوله تعالى: ﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ﴾ قال ابن زيد: (من مصلاه) (٤).
﴿فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ﴾ قال ابن عباس: (يريد أشار إليهم) (٥)، وهو قول القرظي (٦)، وقال قتادة: (أو ماء إليهم) (٧). وقال مجاهد: (كتب إليهم في
(٢) "جامع البيان" ١٦/ ٥٢، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٢٠، "الدر المنثور" ٤/ ٤٦٩.
(٣) ذكر نحوه بلا نسبة "المسير الكبير" ٢١/ ١٩٠، "البحر المحيط" ٦/ ١٧٦، "الدر المصون" ٧/ ٥٧٣.
(٤) "جامع البيان" ١٦/ ٥٣، "النكت والعيون" ٣/ ٣٥٨، "الدر المنثور" ٤/ ٤٦٩.
(٥) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: "جامع البيان" ١٦/ ٥٣، "المحرر الوجيز" ١٠/ ١٦، "النكت والعيون" ٣/ ٣٥٨، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٢١، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٥٨.
(٦) "روح المعاني" ١٦/ ٧١، "فتح القدير" ٣/ ٢٦٤.
(٧) "تفسير القرآن" للصنعاني ٢/ ٦، "جامع البيان" ١٦/ ٥٤، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٢٦، "روح المعاني" ١٦/ ٧١.