والسلام عليك، وأسماء الأجناس يبدأ بها؛ لأن فائدة نكرتها قريب من فائدة معرفتها تقول: لبيك وخير بين يديك، وإن شئت قلت: والخير بين يديك) (١).
قال عطاء عن ابن عباس: (يريد سلام عليه مني في هذه الأيام) (٢).
وقال الكلبي: (سلامة له منا) (٣). وقال سفيان بن عيينه: (أوحش ما يكون الخلق في ثلاثة مواطن: يوم ولد فيرى نفسه خارجا مما كان، ويوم يموت فيرى قوما لم يكن عاينهم، وأحكاما يشير له بها عهد، ويوم يبعث فيرى نفسه في محشر لم يره، فخص الله فيها بالكرامة يحيى بن زكريا فسلم عليه بالمواطن الثلاثة) (٤). فقال: ﴿وَسَلَامٌ عَلَيْه﴾ الآية.
قال ابن الأنباري: (لم يقصد باليوم قصد يوم واحد؛ لأنه يجوز أن يموت بالليل، وأن لا يولد نهارا، ولكن اليوم يقع على الزمان الذي يشتمل على الساعات والليالي) (٥).
وتلخيص معنى الآية: ويسلم عليه في زمان مولده، وكذلك ما بعده. وقد قال الكلبي عن ابن عباس: (وسلم عليه حين ولد) (٦).
(٢) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: "جامع البيان" ١٦/ ٥٨، "المحرر الوجيز" ٩/ ٤٤٠، "زاد المسير" ٥/ ٢١٥، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٢٦، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٨٩، "لباب التأويل" ٤/ ٢٤٠.
(٣) "الكشف والبيان" ٣/ ٣ ب.
(٤) "جامع البيان" ١٦/ ٥٩، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٢٢، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٢٧، "زاد المسير" ٥/ ٢١٥.
(٥) ذكر نحوه الأزهري في "تهذيب اللغة" (يوم) ٤/ ٣٩٩٠، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٥/ ٢١٥.
(٦) "الكشف والبيان" ٣/ ٣ ب.