قال أبو إسحاق: (ويكون المعنى في مناداة عيسى لها أن يبين الله لها الآية في عيسى) (١).
وقال أبو علي: (وأن يكون المنادي لها عيسى أشبه وأشد إزالة لما خامرها من الوحشة والاغتمام لما يوجد به طعن عليها) (٢): ولهذا كان الاختيار قراءة من قرأ: مَنْ تَحْتَهَا بفتح الميم (٣)، يعني به عيسى. وهو من وضع اللفظة العامة موضع الخاصة كما تقول: رأيت مَنْ عندك، وأنت تعني أحدًا بعينه (٤).
وقوله تعالى: ﴿قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا﴾ قال ابن عباس: (يريد السري الجدول، وكان ساقيه للماء قبل ذلك، ثم انقطع [الماء منه، فأرسل الله الماء فيه لمريم) (٥).
= ٣/ ١٣١، "الدر المنثور" ٤/ ٤٨٢، وهذا ما رجحه الطبري في "تفسيره" ١٦/ ٦٨، وقال الشنقيطي في "أضواء البيان" ٤/ ٢٤٦: أظهر القولين عندي أن الذي ناداها هو ابنها عيسى وتدل على ذلك قرينتان الأولى: أن الضمير يرجع إلى أقرب مذكور. والقرينة الثانية: أنها لما جاءت به قومها تحمله وقالوا لها ما قالوا أشارت إلى عيسى ليكلموه، وإشارتها إليه ليكلموه قرينة على أنها عرفت قبل ذلك أنه يتكلم على سبيل خرق العادة لندائه لها عندما وضعته.
(١) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٢٥.
(٢) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٩٧.
(٣) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم في رواية أبي بكر، وابن عامر: (مَن تَحْتَها) بفتح الميم والتاء.
وقرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: (مِن تَحْتِها) بكسر الميم والتاء. انظر: "السبعة" ص ٤٠٨، "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٩٧، "النشر" ٢/ ٣١٨.
(٤) في (س): (يعني).
(٥) ذكر نحوه "جامع البيان" ١٦/ ٦٩، و"النكت والعيون" ٣/ ٣٦٥، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٣١، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٩٤.
(١) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٢٥.
(٢) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٩٧.
(٣) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم في رواية أبي بكر، وابن عامر: (مَن تَحْتَها) بفتح الميم والتاء.
وقرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: (مِن تَحْتِها) بكسر الميم والتاء. انظر: "السبعة" ص ٤٠٨، "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٩٧، "النشر" ٢/ ٣١٨.
(٤) في (س): (يعني).
(٥) ذكر نحوه "جامع البيان" ١٦/ ٦٩، و"النكت والعيون" ٣/ ٣٦٥، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٣١، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٩٤.