زيد، ووهب: (أمرت بالصمت؛ لأنها لم يكن لها حجة عند الناس ظاهرة في شأن ولدها، فأمرت بالكف عن الكلام ليكفيها الكلام ولدها بما يبرئ به ساحتها) (١). وقيل في قوله: ﴿فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا﴾ خصت الإنس لأنها كانت تكلم الملائكة (٢).
٢٧ - قوله تعالى: ﴿فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ﴾ قال ابن عباس في رواية: (خرجت مريم من عندهم ضحى تتشرق للشمس (٣) ليس بها (٤) قلبه (٥)، فجاءت عند الظهر ومعها صبي تحمله، فكان الحمل والولادة في ثلاث ساعات من النهار) (٦). وقال الكلبي: (أتت به قومها تحمله بعد أربعين يوما، وذلك أنها ولدت حيث لم يشعر بها قومها، ومكثت أربعين يوما حتى طهرت من نفاسها، ثم حملت عيسى إلى قومها، فلما دخلت عليهم ومعها الصبي بكوا وحزنوا وكانوا أهل بيت صالحين) (٧). فقالوا: ﴿قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا﴾ قال أبو عبيدة: (كل فائق من عجب أو عمل فهو: فري،
(٢) "معالم التنزيل" ٥/ ٢٢٨، "الكشاف" ٢/ ٤٠٩، "زاد المسير" ٥/ ٢٢٥، "الدر المنثور" ٤/ ٤٨٥.
(٣) قوله: (للشمس)، ساقط من نسخة (س).
(٤) في (ص): (فيها).
(٥) قلبه: أي ما به على يخشى عليه منها. وقيل: معناه ما به شيء يقلقله.
انظر: "تهذيب اللغة" (قلب) ٣/ ٣٠٢٦، "الصحاح" (قلب) ١/ ٢٠٥، "المعجم الوسيط" (قلب) ٢/ ٧٥٣، "لسان العرب" (قلب) ٦/ ٣٧١٣.
(٦) "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٩٩، "زاد المسير" ٥/ ٢٢٦.
(٧) "معالم التنزيل" ٥/ ٢٢٨، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٩٩، "الكشاف والبيان" ٣/ ٥ / أ.