بالناسخ) (١). وقيل معناه: (يزيدهم إخلاصًا وإيمانًا) (٢). وقيل: (يزيدهم هدى بالتوفيق حتى يستكثروا من الطاعات) (٣). وقال أبو إسحاق: (المعنى أن الله تعالى يجعل جزاء المؤمنين أن يزيدهم يقينًا كما جعل جزاء الكافر (٤) أن يمده في ضلالته) (٥).
﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ﴾ الأذكار والأعمال الحسنة من الطاعات التي تبقى لصاحبها ولا تحيط (٦). ﴿خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا﴾ جزاء في الآخرة مما يفتخر به الكفار من مالهم وحسن معاشهم. ومضى القول في الباقيات الصالحات في سورة الكهف (٧).
وقوله تعالى: ﴿وَخَيْرٌ مَرَدًّا﴾ المراد هاهنا مصدر مثل الرد، والمعنى: وخير ردًّا على عامليها للثواب، ليست كأعمال الكفار التي خسروها فبطلت، ويقال: هذا الأمر أرد عليك أي: أنفع لك (٨). والمعنى: أنه يرد
(٢) "زاد المسير" ٥/ ٢٥٩، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ١٤٤، "التفسير الكبير" ١١/ ١٤٨.
(٣) "النكت والعيون" ٣/ ٣٨٧، "زاد المسير" ٥/ ٢٥٩، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ١٤٤، "فتح القدير" ٣/ ٤٩٨.
(٤) في (س): (الكافرين).
(٥) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٤٤.
(٦) "تفسير القرآن" للصنعاني ٢/ ١٢، "جامع البيان" ١٦/ ١١٩، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٥٣.
(٧) عند قوله سبحانه: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ [الكهف: ٤٦].
(٨) انظر: "تهذيب اللغة" (رد) ٢/ ١٣٩٠، "الصحاح" (ردد) ٢/ ٤٧٣، "لسان العرب" (ردد) ٣/ ١٦٢١، "المفردات في غريب القرآن" (رد) ص ١٩٣.