تَمَنَّى رِجَالٌ أَنْ أَمُوتَ وإنْ أَمُتْ فَتِلْكَ سَبِيلُ لَسْتُ فِيهَا بأَوحَدِ (١)
أي: بواحد. وقيل في بيت الفرزدق: إن قوله: أعز وأطول؛ بمعنى: عزيزة طويلة، وهذا قول أبي عبيدة (٢). قال ابن الأنباري: (وهذا القول يخالف الآثار، ويبعد متناوله عند أهل النحو، إذ ترتيب أفعل أن لا يعرى من التزيد حتى يقوم بذلك دليل عند الاضطرار والبناء على الأحرف، والأشهر عند أهل الأثر أوجب) (٣). والأولى من هذه الأقاويل ما عليه المفسرون (٤).
٨ - قوله تعالى: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ قال المبرد: يجوز أن يكون ﴿اللهُ﴾ ابتداء، وخبره ﴿لا إِلَهَ إِلا هُو﴾ ويجوز أن تكون خبر ابتداء على
(١) البيت لطرفة بن العبد.
انظر: "جامع البيان" ١٦/ ١٤٠، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ١٦، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ١٧٠.
(٢) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ١٦.
(٣) ذكره نحوه بلا نسبة في "الكشاف" ٢/ ١٦٢، "المحرر الوجيز" ١٠/ ٦، "البحر المحيط" ٦/ ٢٢٧.
(٤) قال الطبري -رحمه الله- في "تفسيره" ١٦/ ١٤٠: (والصواب من القول في ذلك قول من قال: معناه يعلم السر وأخفى من السر: لأن ذلك هو الظاهر من الكلام، ولو كان معنى ذلك ما تأوله ابن زيد لكان الكلام وأخفى الله سره؛ لأن أخفى فعل واقع متعد إذ كان بمعنى فعل، على ما تأوله ابن زيد، وفي انفراد أخفى من مفعوله والذي يعمل فيه لو كان بمعنى فعل الدليل الواضح على أنه بمعنى أفعل وأن تأويل الكلام: فإنه يعلم السر وأخفى منه، فإذا كان ذلك تأويله فالصواب من القول في معنى (أخفى) من السر أن يقال: هو ما علم الله مما أخفى عن العباد ولم يعلموه مما هو كائن ولما يكن).
وانظر: "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ٢/ ٨، "غريب القرآن" لعبد الله بن المبارك ص ٢٤٣، "المحرر الوجيز" ١٦/ ٦.


الصفحة التالية
Icon