وقوله تعالى: ﴿أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى﴾ قال ابن عباس: (من يدل على الطريق) (١) وقال مجاهد: (هاديًا يهدي إلى الطريق) (٢).
قال الفراء: (أراد: هاديًا فذكره بلفظ المصدر) (٣).
قال الزجاج: (رجاء أن يجد عند النار من يهديه للطريق) (٤). لأن النار لا تخلو من أهل لها وناس عندها. قاله السدي (٥).
١١ - قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا أَتَاهَا﴾ قال ابن عباس: (لما توجه نحو النار فإذا النار في شجرة عناب، فوقف متعجبًا من حسن ضوء تلك النار، وشدة خضرة تلك الشجرة فلا شدة حر النار تغير حسن خضرة الشجرة ولا كثرة ماء الشجرة يغير حسن ضوء النار، فسمع النداء من الشجرة ﴿يَا مُوسَى﴾) (٦).

(١) "جامع البيان" ١٦/ ١٤٢، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٥٩، "الدر المنثور" ٤/ ٥١٩.
(٢) "جامع البيان" ١٦/ ١٤٣، "الدر المنثور" ٤/ ٥١٩.
(٣) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٧٥.
(٤) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٥١.
(٥) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: "الكشاف" ٢/ ٥٣١، "زاد المسير" ٥/ ٢٧٢، "التفسير الكبير" ٢٢/ ١٥، "مجمع البيان" ٧/ ١٠، "روح المعاني" ٥/ ٣٦٩.
(٦) "بحر العلوم" ٢/ ٣٣٧، "معالم التنزيل" ٥/ ٥١١، "القرطبي" ١١/ ١٧٢.
قال الشنقيطي -رحمه الله- في "أضواء البيان" ٤/ ٢٩٣: (والنداء المذكور في جمغ الآيات المذكورة نداء الله له، فهو كلام الله أسمعه نبيه موسى، ولا يعقل أنه كلام مخلوق ولا كلام خلقه الله في مخلوق كما يزعم بعض الملاحدة الجهلة، فالله هو المتكلم بذلك صراحة لا تحتمل غير ذلك كما هو معلوم عند من له أدنى معرفة بدين الإسلام.
وقال ابن تيمية -رحمه الله- في "العقيدة الواسطية" ص ٣٥: قول أهل السنة في كلام الله أنه صفة من صفاته لم يزل ولا يزال يتكلم بكلام حقيقي بصوت لا يشبه أصوات =


الصفحة التالية
Icon