وقوله تعالى: ﴿يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ﴾ يعني فرعون، ﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي﴾ قال ابن عباس في رواية عطاء: (لا يراك أحد إلا أحبك، لا مؤمن ولا كافر) (١).
وقال سلمة بن كهيل (٢): (حببتك إلى عبادي) (٣).
وقال عكرمة: (حسن وملاحة) (٤). فحيث أبصرت وجهه آسيه (٥)، قالت لفرعون: ﴿قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ﴾ وروي عن ابن عباس أنه قال: (أحبه وحببه إلى خلقه) (٦).
وقال العوفي: (جعل عليه مسحة من جمال لا يكاد يصبر عنه من

(١) "زاد المسير" ٥/ ٢٨٤.
(٢) سلمة بن كهيل الحضرمي، التنعي، الكوفي أبو يحيى من كبار التابعين، روى له الستة، وروى عن سعيد بن جبير ومجاهد وغيرهما، وروى عنه الثوري وغيره، وهو ثقة، ثبت في الحديث، وكان فيه تشيع قليل، توفي -رحمه الله- سنة ١٢١ هـ، وقيل غير ذلك.
انظر: "طبقات ابن سعد" ٦/ ٢٢١، "الجرح والتعديل" ٢/ ١٧٠، "الكامل" ٥/ ٩٦، "تهذيب التهذيب" ٤/ ١١٥، "شذرات الذهب" ١/ ١٥٩.
(٣) "جامع البيان" ١٦/ ١٦١، "النكت والعيون" ٣/ ٤٠٢، "معالم التزيل" ٥/ ٢٧٢، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٦٤، "الدر المنثور" ٤/ ٥٢٩.
(٤) "جامع البيان" ١٦/ ١٦١، "النكت والعيون" ٣/ ٤٠٢، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ١٩٦، "الدر المنثور" ٤/ ٥٢٩.
(٥) آسية بنت مزاحم، زوجة الطاغية فرعون، وهي من أفضل النساء لإيمانها وصبرها، وقد ورد بذلك الخبر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما رواه الإمام أحمد ١/ ٣١٦، وأخرجه الحاكم في "مستدركه" ٢/ ٥٩٤ أنه قال: "أفضل نساء الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مز احم امرأة فرعون".
(٦) "الكشف والبيان" ٣/ ١٧ ب، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٧٣، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ١٩٦.


الصفحة التالية
Icon